لمن يقرأ الوقت والعطر في شفتيّ



هل أذنتي لي بالعبور ؟ الى الصباح..كم يكون الحلم جميلا حينما يبدأ بالصباح..
اعرف لون الصباح وارسمه بذاكرتي ،
مراييل مدرسية ملونه تملأ الارصفة. الطفولة تغرد على نشيد الصباح. وفي مكان بلا ارصفة ، ايضا هناك صباح ، صحيح ان الشمس تعاند في الدخول الى الشارع او الزاروب تملأ الدنيا اشعاعا الا زاروبنا العزيز.. فهو ايضا يعيش في الاستثناء... لكن الصباح جميل حتى لو كان استثناءا...
والأجمل هو بكرا....
احب بكرا ... لن انحاز لليوم ابدا...دائما اكافح كي ينقضي ...
تسابقين الوقت نحو الماضي، صرت الامس و برمشة عين ، ذابت أحجيتك في مساء يتيم ، لماذا قتلتي والديه بدم بارد؟ حتى يصير النهار عاقرا ، اتركيني كي اعيش دونك و على هاجس الغد..... وعلى توقيت ساعة القلب، لاعزف بشغف متواصل ميلاد دقات الغد...
طاب غدك ...صحيح انه ولد من اليوم ومن رحم الضجر والغياب ولكن من ذاك اللحن الذي صنعته ذات ريح، اخذت كل الاوراق الصفراء عن شجرة الذكرى، سقطت ورقة الهذيان كي يولد الحلم وتورق روح القصيدة من جديد . من لحظات هاربة تلوذ بالصمت وتكتوي بالمشاعر، فتخط مراثيها بماء النسيان.
احسي بالغد ... الذي مازال يقبع داخلي لاني على وعد الأتي من الايام وكم تمنيت كي نكون جديرين بالغد ... صمت يشبه الجريمة ، مثلما حملت النوارس ريشها قبل ان ياتي موسم الرحيل ، أعترف ان داخلي ماتت النحلة..... يوم لدغت بسمها ذاك الحلم المنتظر على زاوية عينيها.لم يعد للنحلة معنى وهي تقتات براعمها الذهبية ، صارت مثل شمس لفظتها السماء كي تختبئ في النسغ الخشبية. هل اكتب لاصفرار الماضي ام ليراع الغد؟ وهل يقوى النص الغامض ان تتسلل احرفه الفضية على خيوط الورق الرمادي؟
كم أحب الكتابة لمن يقرأ الوقت والعطر في شفتيّ ، سأكتب لمن يقرأ فقط.... ساعتها ، ينزوي المقهى تحت لساني، وأغسل برقة وحي حضورها زوايا الكلمات، لن اكتبك يا مرارة الصمت وقطيعة تلف حبلها على عنق الكلمات. ولا تستحق مسامعك ذرات الهواء وهي تنطق بتلقائية مباشرة في بريق الروح و تستوي اللغة في رشاقتها ، ترقص طربا خارج المكان و نزلاء المكان لا يقرأون ونحن نترتشف من الروح نكهتها المكبوتة في فنجان قهوة، يتمايل فرحا و يدور بين ثنايا الكف. وكأن البحر صار طوع يدي. بحر قد ترجلت احلامه في عينيها، يوم إنسل اول الحب من بين الأصابع العشر، تشاكس اغتسال الروح في كأس فارغ. تطلب برهة لنار الشوق كي تهدأ. واستراحة على صدر مدينة تغفو فيها كل الأزمنة.
البحر يسير معها على ارصفة بيروت وهي تسكر بالمطر ، تنتشي بحباته تداعب وجهها، وتتسرب جنونا حالما يغزو مسامها ، كم تمنيت للمطر أن يخترق زجاج نافذتي ، ويزيل عن جبين غرفتي تجاعيد صنعها الفراغ كما تصنع العناكب شبكاتها في الزوايا المعتمه .
تنتظر أعشابي وهي تسرح جدائلها في نتوءات تربتها العطشى كانها تستعيد منها الحياة ، وتنعش قلب يأبى أن يتصحر . الصحراء هي الامس دائما.. ومكان جميل لاستعادة تاريخ الامس..
والى الغد...ان كان هناك غد لا يوجد هناك نهاية...نحن انصار البدايات...وكل نهاية جميله او قبيحة لا معنى لها لانها نهاية..لنبقى على درب البدايات التي امامها بدايات جديدة في مطلع كل صباح... والغد امامه غد ايضا...

مروان عبد العال

تعليقات

  1. لم يعد الصباح محتاجاًإذناً للعبور الى الحلم ,فشمسه لا يصعب عليها دخول الاحياء المخفيّة ، فهي تمحو بسطورها ملامح الذّكرى وتعلن انبلاج الفجر الجديد . فإنّي أرى فيك " بكرا " بربيعه الدّائم واخضرار اوراقه وعطر زهوره ، واعتلاء سمائه. فلا بدّ أن ينتهي الشتاء وتشرق شمس الربيع .

    ردحذف
  2. ساعة ينادي القلب ،لا يحتمل الانتظار للغدّ ، وساعة يكتمل الحلم فلا بدّ من انبلاج القمر، فالرّيحتأخذ الأوراق الصفراء لينبت الربيع أعشابه ، وتبني الطيور أعشاشها وحينها تكتمل كلمات القصيدة ، غالغد ما عاد ماضيا نبكيه ، وهو اجمل بعزف موسيقى وهج القلب تطرب كل الأزهار الراقصة على اوتاركلماتك التي تهز اوتار قصيدتي ،حاضرة فيها ،في كل معانيها ترمقك بلحظها ، تتمايل بحثا عن عطرك الدافئ الجاري في نغمات جسدها تنتشي لحظك لتولد من روح كلماتك ، تأبى التّصحّر ، طبعا لأنّك ربيع الحلم القادم.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء