خضراء الروح




تحية طرية العود، خرجت توا من ربيع مفاجئ. يفر من ضجري تردد خفي لصدى السؤال: هل الربيع وهب نفسه لحضورك؟

رمى بكل جوارحه على وجع الارض، كي يطيب الرجوع في الازمنة العالقة في زوايا عينيك ، حتى تحمي كحلها الاسود من بلل الحزن الابيض. وتستر لغزها الجميل تحت الجرح قديم. كم كان مؤلماً ان تتعرى المآقي من ضحكتها الرطبة .

ذات طريق ، أصر الشتاء أن ينصرف، يلوذ بحنينه الماطر برهة. يحمل مع زخاته الهاربه زاد من صمت الأوردة وفتات من هياج الكتمان.

أخذ أجازة بغير أوانها وترجل عن صهوة الاحلام كي يترك حيزاً من المكان للربيع القادم. مراوغة فصول وتدافع مشتهى ، فالربيع الذي فيك مازال يطوي نفسه تحت إبط الغمام.

خدعة جميلة لبراعم الروح العالقة على يباس الاغصان الصفراء، هي الآن تتربص بدهشة في صباحي المشمس. تستفيق باتساع أجفانها.. وتنضح بطيب تخمر في كهف الضياع. يوم غافلها الشتاء وانخلع من سماء المطر ، وهو يواظب على معصية السهر بعيداً عن قرص الشمس.

نتسلل مع جفاف الحقول ونستعيد بهجة وردية ، تحمل في كفها بيارق النحل يوم رقصت أجنحة الفراشات تبحث عن همس دفنته اطياف الغياب فوق وسادة النوم. وهي ألفت مداعبة خطواتك المرتعشةعلى ضفاف الثلج. تحدق في شكل الأقدام المغروسة في رمل الغياب.

ربيع الشوق دوماً يعترف بشقاوة الضلال ويستميح البيادر المخضبة بأعراس العصافير تستعيد قامتها الجذلى في جنة من تبر وقمر وعطر، ويفيض بموسم ميمون ، لأنه بلا سيف وبلا وقت وبلا قيد بلا تعب وبلا فراق.



مروان عبد العالخضراء الروح

تعليقات

  1. نثر تراب ربيعي فوق أناملك أحلاماً فضّيّة ، فكانت نسجا ًلعناوين ربيعيّة ،لرسوماتٍ صيفيّةٍ، وغدوت أتلألأ بثوبي الحريري على أرجوحة الأزمنة الغابرة، وأنادي الرّبيع بصوتٍ يصهل لاستيقاظ شمس الرّبيع ، ورقص الفراشات تحت ضوء القمر.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قلم أخضر

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء