وفاء مضرج بالاحلام


وفاء مضرج بالاحلام....
الى ع. اليماني
بقلم / مروان عبد العال

هي رسالتك السنويه، وصلتني على جناح البعد, حيث المنفى يلقي الجسد خلف البحر، وجدائل الروح فيك، تشتعل على لهيب الجرح الذي ما كان ليندمل، فما زال ينبض فينا حنينا وينزف حبرا بلون الفرح، وهي الكلمات التى نخطها بشظية عبرت مثل وفاء مضرج بالاحلام....وصلتني في عمق الرساله بعض شذرات كانت ثقيلة علي، جعلت ثقل الالقاب تسقط من الاعلى نحو انحناء جسد يموج بظلال دافئه، مهما ارتفعت راية الالفاظ ينهار سرجها على وسادة الطريق الطويل، هي وسام منك، انقشها كأحرف في ثوب النضال. خلف غسان، ووعد ابو ماهر، وحلم الحكيم، تشهق بصمت جارح، كوطن حاد يجز رقبة الغربة كي تجسر بين جسدين

صديقي، الطريق يعرفنا، ونحن نعرفه وان ضل البعض، لكن الطريق تهدينا الى نهايتها، ومعالمه مرسومه على برقوق الوطن، ربما ان فقدنا اقدامنا، لنا جناحي الفكرة. وان تعرى الكتبه من صناع (ثقافة التكسي) إن تدفع تركب.!!!!!!.......هكذا سماها غسان يوما. لنا رداء من تلك الحريه التي ننتمي لها تلبسنا كما تلبس السماء أزرقها، وتلقي طرحة الجموح على رقاب الخيل، كي تكتحل برمل ساخن، تقرأ في صورتها بعض من نثريات قديمه، كنصوص من سفر الروح

صديقي يا رفيق الحكيم، كأنك عشت في كنف كتاب قديم، وبين صفحتين، صفحة مثقلة بعبق التاريخ، واخرى تنفخ في روحه كي تجدد بعض من حروفنا المقدسة، ننسج للعنكبوت خيوطا ناريه، ربما تحمي بيوتات المخيم ونهره الدافئ على حكاية، لنعود اليها، الى هوية المكان، علنا نصل يوما الى المكان، الحلم الذى ندونه فهرسا في مخطوطة كنعانيه... لم يبقى لنا يا عزيزي سوى ان نتجمع، نجمع لحمنا الممزق على جزر معزوله في اوطان بلاستيكيه، تستهلكها الانظمة في حروبها الاهليه، كي لا نكون قوم لوط كل مرة، لا يبقى لنا رأسا او جسد او اصابع تحمل ريشة القلم في أمة تنقسم بين داحس والغبراء. وبين مقاومة تقاوم لوقف المقاومه، ومقاومة عابرة للميكروفونات. وتصير اللغة طلاسم هوجاء تركب موج الفتن المتلاطمة لى شاطئنا الابيض...عبرنا جغرافيا الشوق بلهفتنا، هل وجدت حاجزا على درب النجوم؟؟ يحول بين الكلمه الرطبه والحلق الناشف لرائحة المطر. صدقني يا صاحبي، لن تسكت احلامنا وان صمتت دمعات الطفوله. فهي تبقى تلهث تعبا على هبوب انفاسها. رأيتها في ستينية الجرح. تتناسل الذكرى كما تتناسل جحافل النمل. تتنتشر كي تعود مثل تردد الصدى في وادي سحيق. نصرخ ودوي النداء في حنجرة الرسالة صاخبا، ربما صار للصمت شهقة، تمزق جدار الصدر، فللخيل شهقة تسبق الصهيل، كي تعانقني لفحة من بخار يجري في سباق بين قلب مستوطن في الاحزان ومخيم ينزف بالامل ، انا من سلالة الروح وان كان لي جسد او حياة، ففي القلب لك كل المحبة والوفاء ولك مني الشكر، لنواصل السير على حافة الكلمات، رفاق في خيمة الصحراء، تنفرد على رمل ساخن، ستتوالد داخلي مثل حكاية ظل، لشخص مازال يحاول الفرار من ذاك الجدار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء