الى وطن يعبر فينا
عندما تعبر لسنة جديدة ، وتحفر في نقوشها فوق دفاتر الجسد القديم. لا وطن في الوطن الا سوانا، نعبر الى وطن الناس وهو يعبر فينا. حينما ينزف حدادا على غبار الحذاء القديم ، يدندن صوتك الزجاجي ويتكسر كالانين على وقع القوافي. نشيد يشعل الوطن داخلي و اعلن ولادتك في رنين يتهجؤ حروف نافرة في امسية الحنين ، ويغفو الفراق على زندي،كما الليل يرقص التانجو ، ويلامس موسيقى حالمه في تضاريس الضياع.
لحقت السنوات ظلي المستلقي في محطة الانتظار، يتأتبط حقيبة تفيض بالكلام، هدايا العيد وارجوحة الطفولة، حينما يصير للغة طقوس توغل في سرابك، كم تمنيت أن اقلب صفحات اهدابك كي ارتل مزامير الغربة على بوح سرك الجميل.
أهو غبار الزمن؟ ام زغب الحروب؟ يتراكم فوق رماح الحب، ساستعيده مثل فارس أسبارطي، كي يخط كحل الليل العربي تنتعش من طيفه اهدابك الذابلة.
سنة جامحة، كانت تكبو في سباق الايام وتنهض، هي مثل حصان ترجل فارسه وظلت خطاه تعدو في رعشة المكان ولا ميلاد يفرح النحلة ، قبل ابتسامة دمعة تولد كالندى على حوافي الزهرالجميل..أعشق المطر وافر منه، هل صرت أنا وطن يغرق في المطر؟ و مطر أستحق الفرار.
هي ثنائية العمر، ندركه ونجسه في سرج الخيال ، يتألق صباك في ليل الشتاء كثريات من بلور، نور يفتح لي دربي الوحيد الى قوس قزح، كم يبهرني حين ادرك انه تسرب من وميض قنديل قد فر خلسة من بين رموش عينيك ، نور قدسي، يزحف كالحنين نحو دفئ مشتهى في وطن بعيد..يلوح بيده في عب شجرة برتقال وارفة في يافا .
نصنع الفرح ونخترعه حصريا لنا في امسية بلا نهار وفرار وعقارب ساعه تعلن وقت استراحتها ، حتى تتارجح اللحظات كساحة ضوء تسرقها العتمة من شمسك.. لك وحدك حق النوم كقطة بيتية تغط بامان برئ على عتبة الباب.
دعيني ولو مرة، اشعل حربا تستعيد لشفاهك ضحكة، سرقتها جحافل الروم ، هي شرارة من حريق نيرون ، ربما لتعبث ما بقي في يباب القلب من اعشاش هجرتها العصافير،اهدي كتبي الجائعه لحكايات مازالت تحتفظ بالوانها ولم تصبغ مياه دجلة بحبرها بعد ،وذاكرة الرماد تتوهج في اروقتي.
أصرخ هازئا في أمسية رتيبه: هزمتك يا هولاكو... لا تعتز بنصرك الموهوم على يمامة تحار بريشها، تعشق التحليق خارج بيادر القمح،حرة يتلوى جسدها جذلا، كأنها تتحدى من يريد ان يقطف من ربيع وجهها البسمة.
ليس هناك من وطن للحزن فينا الا وطن نصنعه من زغاريد الاعراس ويتقن فنون الفرح ، ليولد فينا الغردق من تحت اوشحة الدخان لتغلق سنة باغنية تهلل للشقي ان يموت بغيظه... تهتف بكل جوارح الروح: كي أحلم في يقظتي عليَّ أن أرسمكَ لوحة صارخة على نافذة حلمي الأزرق.
مروان عبد العال
كمن أزاح الضباب عن الذاكرة ... فأعاد الحياة لكل ما استحق الحياة.
ردحذف