بطاقات تكتبها المسافة


ة

بطاقة معايدة، مجرد بطاقة ، تبحث عن مناسبة بين حشد المناسبات ولانها المناسبة بعينها ، فهي ليست سوى مرآتي السحرية ، حين تعكس الصور الجميلة المكبوتة في الأعماق، تختصر المسافات وتطوي كل الاحاديث النقية على صفحتها البيضاء . عطر من بخور يعبق في في صدر أحرفي الخضراء وتنثره كباقات الياسمين فوق سياج من قصب السكر، نفخ في موقد الحلم كي احرق اليباس الرتيب بصلية من أحرف نارية، بطاقة الشاهد والفاعل في نص واحد . هكذا قبض عليها صندوق البريد البارد، متلبسة باقتراف جريمة الحلم، حتى أبتلعها النوم كحبة دواء، تعالج وجع الغياب .
قبل ساعة التردد وما بعد ساعة الود . تعلن نهاية الظمأ وترتوي حتى الانياب، من ينبوع احرفي البلورية، لتجمع شظايا القلب المبعثرة في جسد اكتوت فيه أشلاء الحنين، فانتفض كقاض أمتهن العدالة، لللاجئ أدمن القصاص. كي ينبش بتلقائية في زوايا القصيدة و ما بين الأسطر الملتوية عن دليل جديد يدمغ الروح بذنوبها ، تحرك بممحاة قلمي وهج النار، فالطلقة لا ترد الى مطلقها، كما الكلمة تستعيد هياجها وتتمرد على تفسيرها، بل تشتد لهيبا تحت رمادي المخبأ في عب الشتاء.
بطاقة تعارف ، لان الأروع في اللحظات دائما ، وقع اللمحة الاولى، وأجمل الاحساس في الوهلة الاولى. واللمسة الاولى والشعور الاول والمصافحة الاولى والصوت الاول والهدية الاولى والقبلة الاولى. وهي الشرارة والرسالة والنبوة والثورة الاولى. لا احب النهايات المقفلة على قصة بلا أمل. اعشق في النهر منبعه لا أستعجل جريانه أحب أنسيابه الهادئ في شقوق الارض حتى لا يصل الى مصبه النهائي في شدق البحر.
ندافع عن بسمة طفل وعن بداية الحياة فينا. لنبقى دائما في حالة تعارف متواصل. كي ندرك ذاتنا، ولأننا في ذاتنا نكون لغيرنا وليس لذاتنا. بدايات تبقى بدايات و تهطل من طيات الروح البريئة ، كلمات نقية تتعانق مثل ندى الغسق مع البراعم الاولى، لندعها تنساب على ارصفة المدينه بلا تصريح مرور ، تجول في شوارعها بلا حواجز، تراقب صخب نزلاء المقهى الهادئ، وتهمس برقة مطر يداعب زجاج الشرفة ، ويبقى الصوت يعزف على وتر ربابة النفس القابعة في نبع الجرح ، تعودت الألم والامل ، وتعاقدت على فعل الكتابة الغير قابل للندم ، تسرج خيالها للاحداث وتبقى على سفر نحو الامكنة المتنقلة حيث يكون قطارالحب متوقفا في محطة الاحلام ، فتخترقني البداية الخفية في صدفة اللقاء وتعبرني دردشات بريئة لا تؤذي ريشة طير، تعودت سماع الحكايات تنام مع الليل و تستفيق كالعصافير على طرب بداية النهار .
بطاقة اعتراف، تكتبها المسافة وتستضيفها شجرات الصنوبر في مهد الولادة في ظل ضباب جبل شاهق ، تزنر خصر الريح كي يستكين، وتسرج الأحصنة الشاردة نحو البراري الخاوية ، فتصهل بصوتها الجامح من لوعة الانكار الى متعة الأعجاب ولا تهدأ إلا لتسد انفاق الذاكرة المثقوبه .. أعتراف مكتوب مثل زخة مطر هاربة من صحوة الصيف. يخط بالخط العريض، ان للشغف والجنون وجهان ولكن للعشق والصداقة حقيقة واحدة وهي حقيقة الانسان ،تماما كسر الحقيقة بين المبدع وابداعه ، حين تكون القيم المتبادلة بين الرائي والسامع فلا تدرك من الحقيقة الى معني الرابط بين ريشة دافنشي وابتسامة الموناليزا ، ومحاكاة نيوتن وسقوط التفاحة ، الحقيقة جديرة بأن نتعرف عليه أولا . حقيقتنا التي لا تستسلم قبلها و بعدها لسرايا الوحشة وتنحني لزهرة برية على ضفاف جدول يؤنس بخريره العذب أغنية الطريق، وكل حبات الماء المعلقة كالدمع على اهداب العينين ، لاتستهين ممارسة عادة الفراق لوجه ملائكي، لذا لن تخضع أسراري القدرية لمحكمة القلب وتأبى زرفاتي الزرقاء مجرد أن تعلق لهفة الكلمات على مشنقة السؤال.

مروان عبد العال........................*************..........................14-2-

تعليقات

  1. العيد لك
    كلمات الحب لك
    القصر انت تستوطنه
    واحرف الحب التي تؤلف القصة التي لم تولد
    ولا تولد
    كلها لك.....

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء