أكتبك الارض رسالة حب


كل شيء عاجل ، ينزف من عنق التاريخ كطلقة فارغة ، الا أنت طين الأرض... ذاك الرحم الخصب الذي يلدنا على مهل في لفافة المنافي، انت الانثى الولود حين تنده بموج قصيدة من خبز و حنين لفلذات أكبادها ، تهز سرير من خشب الزيتون و تعصرني دمعا يتدفق رقيقا من ينابيع جسدها وهي تذيع لي سر الحب و تئن بمعضلة الشوق المتدلي من شوك صبار يطل في روابيها البعيدة ومن تحت بيوت قطعت رؤوسها. وكسرت أقفال ابوابها وبقيت مفاتيحها في الاعناق..
لحبيتنا الارض قبلات من طراز الحرية في اعراس المدن وصدى ضجيج يخترق ليلة الحناء يفض بكارة الصمت، وغضب جميل يتستحضر كل تبرجها ، وهي لا تحتفل بريعها وحدها ، بل بربيع أبدي عابر للحدود ، وتقسم ان لا يذهب برقوقها سدى، أسفارنا التي لن يسرقها الريح طالما حقائب الحرية ترافق شذرات سحب تبحث عن السماء.
خذيني دربا على دربك ، شاهدا اختارته الارصفة المتعرجة بوصلة للأقدام الدامية، رغم النكبات لم تفقدها أحذية الاياب، أو اجعليني رحيقا يتسلل كعرق فلاح في طيات ثيابك، وحكاية مقيمة تستظل تحت شجرة جميز رحل صاحبها . واحلام تعبت من اقتفاء اثرك ، ارسلي زادا من ترابك أو خيطا من ذكرى معلقا فوق جدائلك .
أكتبك الارض رسالة حب. لن ترتجف اصابعي حين اخطها بكحل العين كي أصير أكثر قربا وحبا واستحيل جزءا منك، فكوني أكثر شفقة من الامهات لأني سئمت جفاء الامم، يوم صار العالم يلبسني قفازا ، كلما غرز الذئب أظافره في مسامات جلدي . مازالت خفقاته تصدح في اوردتي ، كعصفور يحبس زقزقته في صباح يرقد في رمادك.
خذيني إليك أيتها الارض ، أرجوحة مطر حزين لطفل بملامح البرتقال ، لقد بلغ الانتظار قمة الحور العتيق ، وخناجر الشوق ترسمني كوشم يعتلي تجاعيد وجه الذكريات . متى ستسكبي لي حبيبات التراب من صخرك الناري، وتحتوي ضلوع الغياب في تضاريس صدر بعبق الزعتر ؟ أنت نحن ، حين تختصري فينا كل المواسم ..
مروان عبد العال

تعليقات

  1. لن تفنى الأرض ولن يموت الشّعب الّذي لا يمل الانتظار ، سيظل شامخاً وستبقى الارض حضنه الّذي يلد كلّ يومٍ آلاف الاشجار الشّامخة والزّهرات اليانعة لتبقى هي فلسطين ام الارض .

    ردحذف
  2. رائع انت رفيقي باحاسيسك وفلسطينيتك الصادقة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء