جدلٌ في زمن " لا شيء "

الكلمة لا يثقبها الرصاص، كما الذاكرة لا يقتلها النسيان، أستميح الذكرى الحية بعض من خيال متاح، في اقتراف جدل مع غائب في زمن يقتفي خطى السنوات ويستعيد الجلسة الصباحية مع كاتب اشتعل رأسه بالشيب وقد ناهز من العمر الخامسة والسبعون. لا يمكن وصف المشهد الأخير صباح يوم اغتيال غسان كنفاني كدقة ما وصفته العزيزة السيدة آني كنفاني بقولها: (يوم السبت 8 تموز 1972جلسنا أطول من المعتاد نحتسي فنجان قهوة على شرفة بيتنا في الحازمية. تحدث غسان كعادته في أمور كثيرة، واستمعنا كعادتنا باهتمام لحديث ذكريات عن طفولته في فلسطين مع أخته فايزة، وقبل أن يغادرنا في الساعة الحادية عشرة إلى مكتبه أصلح القطار الكهربائي اللعبة المفضلة لابننا فايز، وكان على لميس ابنة أخته أن ترافقه لزيارة أقارب لنا في وسط بيروت.)
يدور الحديث على طيف شبح الثورات الذي يجول في تضاريس الخارطة العربية، سيقرع الكلام حتما على جدران الخزان الذي لم تمل الأيدي من قرعه يوما. نتداول في حالة جدل مفترض ومباح عن زحف مسيرات إلى الحدود، لا لتستعيد وطناً بل لتدنو منه ولو لساعات، وتولد معها تلك الروح الشعبية المقاتلة، في اختراق جميل، لبطل جماعي شاء أن يجس نبض الوطن، من لحم ودم يشبه نثرات الحديد حين تجذبها قطب الوطن المغناطيسي، يداعب بمس عفوي لمسامه العطشى.
: بين جدل السياسي باعتباره سيد الكلمة التي لم يقلها، وجدل المثقف باعتباره سيد الكلمة التي قالها. غسان مثقف الثورة يرفض التلفيق والمداهنة والانتقاء، الناقد النزيه بلا مواربة، لذلك هو جدل التغيير ولا يقصد اعتلاء صهوة العدم، أو يتراجع عائداً القهقرى إلى الأمام، معه تتقدم عائداً في طيّات زمن " لاشيء " وقد طواه القدر في قصة قصيرة، كان غسان سيد الكلمة التي قالها عام 1962 في بيروت وهي بعنوان " لا شيء ". القصة التي تبدأ بالعبارة التالية : " نقلت الأنباء أن جندياً على الحدود صبّ فجأة رصاص رشاشه على الأرض المحتلة فاقتيد إلى مستشفى الأمراض العصبية! " جندي من حرس الحدود لم يعد يحتمل السكوت، فاخترق جدار الصمت على طريقته. كأنه يستلها من ذاكرة مؤرقة ومغلقة ليكتبها من أجل ذكريات آتية.
: قيل أن دمنا قابل للاستعارة، حينما نحتاجه لافتعال النصر نعلقه على صدور الجنرالات، دم صالح للوضوء والتسبيح بحمد الجماهير. ثم ندوسه كلّما تجاوز خط الطاعة لأولي الأمر. كيف لدمنا أن يكون النهر الذي يستحم بالبحيرة ؟ قتلني ذاك الدم الناطق. كم كان بليغاً وهو يفرش سجادته فوق شوارع المدن وفي أزقة المخيمات.
: لمَ الاندهاش يا صديقي؟ من قدرة شعب ما برح يرقص في عرس الدم. حتى لو ملّ القاتل من القتل وثملت شرايينه ـ هو ما زال يضحي لم يمل ولم يتعب. يوم تحوّلت الإذاعات إلى صراخ مقيت والشعارات الزبدية تحتشد على صفحة الفضائيات، تعلمنا دروس الثورة وتفتي بفقه الحرية وبثرثرة إنشائية قاتلة. هذا الدم المضيء ليس محل اختبار، لا في هويته أو تركيبته الجينية الوطنية، أو خميرته القابلة لكلّ أشكال الحب، يشعّ فيهزم عتمة الحبر الصّامت.
: هذا الموت الذي يسترسل في عروق المخيّم بلغة أخرى ولأزمنة عربية تتفتح بمواسم. هل الحرية مجرد تساؤل ثقافي؟ أم بحث أكاديمي؟ هل يجوز أن تتحوّل غزارة الدم وعدد الشهداء وأرقام الجرحى إلى قيمة ثقافية؟ بورصة الدم قد لا تعكس بالضرورة بورصة الحق. بقدر ما يحضر الدم في معادلة رياضية، تخرجنا من الأيقونات الصفرية ونعرف معنى النكبة ؟ وفق قسطنطين زريق، الإجابة على سؤال: كيف نستحق الحق؟
: كانت تلك هي المرّة الأولى التي سمع فيها هذا الاصطلاح:
" انهيار عصبي "! وسأل الممرض فيما كان يقتاده على الخارج:
- ماذا يعني انهيار عصبي؟
أجاب الممرض بجفاء:
- يعني ؟ أنك لست على ما يرام! " هكذا كتبت في قصة: لا شيء.
: لم أعد أعرف من هو الذي بقي على ما يرام ؟ حين تخيره " أن لم يكن المحدلة عليه أن يرضى بأن يكون جزءا من الطريق"، تضع الإنسان في قالب صب على ما يرام، منضبطاً للمعايير المتبعة ليكون على ما يرام. غير ذلك ليس على ما يرام، فهمت ؟ أن تكون سلعة وطنية فأنت على ما يرام ، وإن أصبت بداء الوعي المبكر للحرية فأنت لست على ما يرام. ألم تذكرني " أن الوطن هو أنا وأنت ".
: أريده وعياً للحرية حتى الحياة لأن الإنسان في نهاية الأمر قضية. يزهر فوقها البابونج ويتنحى الخوف. عندما ترتدي الحرية لغزاً ميتافيزيقياً، تتعرّى الديمقراطية بكل ما في الدكتاتورية من معنى. يقيني أنك على بوابة تفضي إلى بيت قروي يتدثر بالأعشاب البرية، ويلهث عشقاً وراء مخاض الحرية الخاطفة. يمضغ ذاكرته الموجعة ويؤدي صلاتها الأخيرة الدافئة بين الطين وجباه السماء. أنت تلبس ثوبك العسجدي متباهياً بلونك دمك المبهر وكاحتفال شعبي في برية، توزع صداك على المدى. تشبه الوطن تماماً، قال والدي" الوطن قتًال يا بني" لذا أصرّ إنه لا يليق بك إلا اسمك.
: في صباح بطعم أيار، أطلقت جموع تعلن رجوعها، تصهل كالخيول الجامحة في لحظة تحرر مؤقت من لجامها القسريّ، تتسرّب على أشرطة الحدود الشائكة. تكتشفها للمرة الأولى وترى الوطن من بوابة مغلقة، ترجم عدوها وتعود. يشعر بالحسرة والندم، وهو يقرأ قول " خوسيه مارتي" : الجبان من يخوض حرباً يمكن تفاديها، والشجاع من لا يخوض حرباً، لا يمكن تفاديها.
: عرفت المكان متسللاً ومقاتلاً، وليس متسولاً شاتماً. لقد تعلّمنا في مدارس الفكر أنّ الشتائم لا تحل العقد الثورية. تماماً كما أن الشتائم الأدبية والقصائد الثورية، لا تكون ثورية بمقدار سفالتها وشدة عباراتها اللاذعة وليس بالضرورة أن ينطبق عليها تعريف أدب المقاومة. إن توبيخاً لطفل مذنب يعتبر مقدمه لضربه. هل نحن بعد أكثر من ستين سنة مازلنا في مرحلة توبيخ العدو !؟
- : قالها " سيف " بطل رواية " زهرة الطين ": صرت أشعر بالعجز لأني أذهب لأرى بلدي من خلف الشريط، كسائح يجول على ذكريات متناثرة هناك، من بطولة وفخر ومجد، وفي القلب حسرة من مرارة وشوق.
- : قالوا أنه مجنون لأنه فعلها، لكنه يعتبر أن المجنون من لا يفعلها. " لقد سألك أسئلة خاصة.. وهم يعرفون المرض من الأجوبة...
- ولكنه لم يسألني كثيراً، سألني مرتين أو ثلاث مرات ثم انكب على دفتره يكتب.. قال لي: ماذا شعرت قبل أن تطلق الرصاص؟ فقلت له لم أشعر بأيّ شيء.. ثم قال: ماذا شعرت بعد أن أطلقت الرصاص؟ فقلت له: لم أشعر بأيّ شيء.
- :إلى أين تمضي أيها الأحمق ؟ هكذا طرحت السؤال على نفسي، هل لأني أشعر بكل شيء قبل الذهاب إلى الحدود وبعده ؟ أنا ابن زمن توقف فجأة، قبل أن أحشر في قنينة. ربما ضجرت من دائرة العزلة، مثل الجندي ذاك الشقي الذي يشبهني. لم يختلف الزمن أو يتغير بعد، وجهه الجنائزي يصير أقبح عبوساً وأكثر بغضاً وقرفاً، ولا تعرف أوجه الشبه بين الاستبداد الوطني والاستبداد الأجنبي أو قل القمع الثوري والقمع الرجعي قالها زعيم صهيوني لفلسطيني عام 1948. " تنعمون بديمقراطيتنا، لو كنتم في دولة عربية، لما استطعتم التنفس ! " ورد عليه بالقول : خذوا ديمقراطيتكم وأعطونا بلدنا ".
- : في عالم يسوده منطق " الاجتثاث " حسب المرجع العربي و" الترانسفير" حسب المصطلح المعولم ، ترانسفير متدرج غير مباشر يمارس مجزرة اجتماعية، بسلاح الخنق الاجتماعي، ثقافة الكراهية والتمييز والتعاطي مع حقوق إنسان كسلعة ولا تصلح للتطبيق على اللاجئ حين يقال: ليس لك عندنا حقوق، حفاظاً على وطنيتك وإن أردت إن تبقى صالحاً للاستخدام السياسي، يجوز لك حق الحرية لكن ليس هنا، حريتنا محاصصة قابلة للتجزئة وفق فسيفساء الطوائف ووفق حصص معدة سلفاً. حتى حق الحياة توزّع بالتساوي على الجميع، في مكان من فوضى تشبه حالة الجندي في مستشفى الإمراض العقلية. الحق في الجنون، أن يكون للمرء كامل الحقوق، حتى الحق في الحماقة.
- : لست ميتاً لكني في تابوت، وكي لا يغلق عليً قررت أن أغادر. وحتى لا أدفن حياً قررت أن أموت. من لا يريد الموت ليبقى في بيته ! قالها وهو يرفع العلم الفلسطيني فوق أسلاك الشريط، ويختلط الدم مع الحديد وعدسة التصوير في شكل خبر عاجل لصورة ثنائية مكررة للعجز من جهة والكبرياء من جهة أخرى.
- : صرخ الجندي في قصة لا شيء قائلاً : إنهم مجانين.
مشى قليلاً، ثم وقف وهزّ إصبعه بوجه الممرض مرة أخرى.
- الأطباء مجانين.. ثم إن هذه الحالة ليست حالة طبية، إنها حالة عسكرية.
: من هم الأطباء الذي قصدهم ؟ هل هم النظام الرسمي وملحقاته ؟ لقد وصف الجندي بالجنون. لكنه تكبل بالعجز وتوهم أن سلامة النظام يكون في حماية حدود العدو.لطالما هناك حدود خرساء هناك سلطان فاسد وميادين حرية وهناك مخيمات. لكنك عدت إليه ثانية. لم تتحرّر لقمة عيشي بعد، وجسدي ما زال مكبلاً وكل شيء عاد لحالته بعد أن انتهت المدة الإذاعية الصالحة لاستهلاك الحدث.
- : عقدة الذنب الوحيدة التي شعر بها الجندي أن مشط الرصاص قد انتهى " أوه كلا! لقد أصيب بخيبة أمل كبيرة حينما قلت له لا شيء! وكان يريد أن يكتب وكنت أريد أن أساعده حقاً فقلت له.
- ماذا قلت؟
- قلت له أنني بعد أن أطلقت الرصاص شعرت بشيء واحد فقط، هو أن مشط الفشك سريع الانتهاء.
- أشعرت بذلك حقاً؟ ". صدقت نبوءتك يا غسان، فالمسيرة المعلبة والمبرمجة وفق خط سير وحسب مواعيد مسبقة هي مشط فشك آخر سريع الانتهاء. وقد تكرر الحادث على أكثر من حدود عربية، ربما بعدها ما عاد الجندي يستلم مع البندقية حتى مشط الرصاص.
• : في نكسة امتزجت بالنكبة وعلى عجل قرروا إلقاء تحية الوداع على الخيمة الأخيرة، مرّت " إيناس" على الرفاق مساءاً لتكون في الصباح على شفاه الوطن، تعلّمت طفلة في رياض غسان كنفاني، كبرت وتقرأ كتبك، رضعت عنب الخليل، وهي تسكن مخيم اليرموك . تريد أن تدع كل ما لا تريد، كي يكون لها الوطن الذي تريد.
• : تدق ساعة " الحذر " تستشعر بعبق الحرية التي تريد، تتوجس من مملكة خوف، يتربص خلف الحاجز ليحملها إلى منفى جديد وإلى الوطن الذي لا تريد. عندما تكون الحرية متاحة خارج الحدود، وممنوعة داخلها، قد يقتلها الضجر قبل أن تعلن إرجاء الثورة إلى زمن قادم! هكذا من وتد الخيمة تبدأ الحرية، تؤخذ في ميادين العواصم أولاً.
: ما زالت في ساعة الحذر المشوب بالحلم، تمنيت لو كان لدمها مخالب.. ستغرسها في الأقنعة الخادعة، في زيف الوجوه، وتفضح الابتسامات البلاستيكية المسبقة الصنع. إنه وضوء الدم لاستعادة طهارة الصورة، لكن من شوّهها ليس خلف الحدود بل هنا.
: مثلما اعترف الجندي الشقي في قصة " لا شيء " أنه أطلق الرصاص، ولم يشعر بشيء. فكان أن أودع مستشفى الأمراض العقلية. مجرد إنسان عربي نقي وبسيط، لم يقوَ على ابتلاع المأساة نظراً لحجمها. هو الطبيعي في زمن قبيح وشاذ، مثل زمن لا شيء، لم يسمع بحبوب الهلوسة قط، وكونه يحرس الحدود لم يتواطأ مع ثلة إرهابية، فكيف يتحول إلى قلة مندسة؟
"حكمة الأطباء، وصفت الحالة " بانهيار عصبي" الممرض قال أنها حالة عصبية. وهو مقتنع أنها حالة عسكرية ". أن نصمت وأن نجوع وأن نحاصر أن نتحول إلى حالة أمنية، وأرقام على عدادات الإغاثة وتصير المخيمات " فرجة " هي حالة سياسية بامتياز ومن هنا نبدأ.
: في حضرة القبح يا عزيزي نمارس حقنا في الجمال. أطفال ابنتك " المس ليلى" في مخيمات لبنان يحفرون إبداعهم في صخر اللجوء ويلطخون أصابعهم بألوان الشمس، ولدوا هنا في أروقة العتمة، كل واحد فيهم يشعر بأنه حبة سكر تتعرض للتذويب في " حلة " ماء. هناك في شطر الوطن في مدينة " حيفا " تسرق مقاعدهم الدراسية من تحتهم، لا تنسى أن هناك أطفال " المس حنين " أيضاً. أطفال من أسميتهم أنت بجيل الانقلاب ". لا فرق في المخيم أو في مدينة " حيفا " ماذا سيتهمهم الاحتلال لو أصيبوا فجأة بنوبة عشق تاريخي؟ ثمة صراع من نوع أخر وضعهم في حالة وجودية ! سيعتبرها حالة انهيار فني، هذيان يصيب " الغوييم " غير اليهود.
: هم في " حيفا " أيضا ، يزرعون فيها حنينا لأطفال " ليلى " يرسمون طريق العودة إليها. وان تعود لهم، يغزلون قماشها الروحي في حالة أبداعية، تحملك إليهم في عودة من نوع أخر. عودة من الزاوية الأخرى للنظر. كنت هناك قررت أن أتجاوز حدود وطني، أن أمحو ليوم واحد الخط الأزرق، ويصير رمادياً أو حتى غير مرئي، تسللت في خندق رملي عميق وتجاوزت حقول الألغام الوهمية. لقد رسبت في امتحان الصمت. يوم أدركت كم إني أحبهم مثل نفحات الفن عندما يرتبط بالوجود.
: أمدّ روحي لهم كي تنضج النظرة الباطنية للحقيقة، هناك يؤسس على حدس طفولي، لا فرق هنا بسنوات العمر، لا أستطيع أن أعود إلى أعمارهم كي أرسم مثلهم وإن عدت إلى حسهم الزمني في عمري الحاضر حتماً إنها المعجزة.
: إن تنمية المعرفة بالفنان كمنبع للعمل واللون والتصور أمر غاية في الأهمية، إنها معادلة خطرة، كيف تبني خلايا طفولية نائمة ؟ تكون على صلة معرفية بفنان النشوة والحرمان " فان غوغ " ؟ ما علاقة الفدائي بالشفافية والظلال والأوراق المتناثرة والبيت الشرقي وعبث اللون في وجوه غامضة ؟ كلها تلح أن نفهم الصلة بين الفن والحياة كي نقاتل لأجلها وكي ندرك الفارق النسبي بين الجميل والجليل.
: حين تعزف كل أدوات الفعل بكامل الروح قبل الأنامل، كالموسيقى تماماً، تعلم يا صديقي، كيف قاوم " فيكتور جارا " المغني التشيلي الذي قص الفاشستي أصابعه وبقي يعزف. أدخلت الروح ألوانها فتنوعت النغمات واندمجت بالحركة فهي كلما تنوعت بأنفاس تستنشق الحرية، تصير تجسيداً لحركة الحياة وإن كانت بطريقة مجردة، تندمج فيها الاختلاجات الإنسانية بصورها النفسية والعاطفية.
: يكون هيجان الربيع حين تتزركش الأرض بأنواع الزهور. قد تختلف ميادين الحرية، ولكن لا تختلف ألوان الحرية، تتعدد ولا تختلف، لها ذات الطعم والنكهة والضوء، نستطيع أن نشمها عن بعد أميال، كما تستنشق الخيول رائحة المطر، نصلها بخطوات وئيدة مهما تكاثرت في دربها أشواك البلان. حرية للجهات الأربع لأنها بألوان الشمس ومن كل الفصول الأربعة فالأمر سيان تماماً كأن يتأمل المرء الشمس من بين أوتاد الخيمة أو أن تتأملها من بين أغصان الصفصاف.
: وصلت إلى " لا شيء " حين تتعفن النظم مثل جثة، سئمت الرداءة التي تُستغرق في اللاشيء، وهي تنكر على القلب حتى بقايا من سره الدفين، تنكر على الرئتين قسطها من أنفاس الحرية، تنكر على الأقدام خطواتها في الأرض المطعونة بالصمت، لو لم يكن اليأس يلوح على بعد رصاصة، لنفذ صبر قلبي وقرر أن يحزم شرايينه و يتبعكم.
بقلم: مروان عبد العال
نشرت في موقع "رمان" الإلكتروني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

قلم أخضر