في توقيع روايته الخامسة:
في توقيع روايته الخامسة: مروان عبد العال : حين يظل الفلسطيني حكاية الانسان الخارج عن القانون، يكون "إيفان" الرواية الخارجة عن النص.
في ندوة أدبية وقراءة نقدية حول رواية مروان عبد العال بعنوان :(ايفان الفلسطيني) الصادرة عن دار الفارابي .اقيمت مساء الاربعاء 20-7- في بيروت مسرح دوار الشمس وسط لفيف المهتمين والمتابعين والشخصيات الثقافية والسياسية والاصدقاء .
قدم الندوة الاستاذ الصحافي انيس محسن معرفا عن السادة النقاد والاساتذة وتحدث عن المؤلف وروايته.
الاستاذ الناقد الدكتور عبد المجيد زراقط تكلم عن القضية الفلسطينية واعطى أمثال عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، وتكلم بصورة كامنة عن عبد الكريم الانصاري وكيف يحول القضية الفلسطينية الى قضية انسانية ، ومن ثم بدا الحديث عن حياة ايفان وعن سلسلة حياة وعن اسمه الذي بدأ يعرف في اوروبا ، وصديقه الذي عذب في السجون ووصفهم ببطل بلا انتصار.... الخ
ثم تكلم الاستاذ محمد زينو شومان إنه الصحفي والمدرس والشاعر ، تحدث عن بطل مروان عبد العال في هذه الرواية مشبها" ايفان" عبد العال بغريب ألبيركامو وعن مأساة الشعب الفلسطيني بكل انواعها المتناقضة وربطها بكثير من القصص والروايات وبأنها ليست فقط تتحدث عن حالة فردية بل عن حالة جمعية ، واشار الى نها رواية الغربة الفلسطينية . البعد عن هذا الوطن.... الخ
ثم تحدث الكاتب مروان عبد العال بالمناسبة مستهلا الشكر لأصحاب الدعوة " دار الفارابي ومنظمة الشبيبة الفلسطينية "، وجزيل الامتنان لهذا الصرح الثقافي مسرح دوار الشمس و للأساتذة الأفاضل د. عبد المجيد زراقط والشاعر محمد زينو شومان والصديق أنيس كل الشكر والتقدير، متمنياً أن نكون عند حسن الظن وعلى قد الكلام الذي قيل على ضفتيّ النقد، ولكم جميعاً أصدقاء وحضور الاعتذار لعناء الحضور في صيف لا ينفع فيه الإنشاد إلا ما ندر.
لم يدفعني الخيال الخصب والوطني بامتياز كي أجترح الشخصية الأحجية " إيفان " ولا هي خربشات أحضرتها من فوق حائط متهرئ في ذاكرة مخيم.
الشخصية فيها شيء منّي وإن كان نقيض لي، كلما صارعتها، كانت تنمو معي وليس داخلي فقط.. محفورة في أعماقي بقوة وأشعلت تناقضا خفيا في نفسي. لا مجال البتة لأن أنكر علاقتي بالبطل. حين أدركت كم أنا متهم فيه وبريء منه. أعز صديق، ولصيق ونقيض، ولم يولد كي يكون إيفان نعم، لكنه انتهى إلى إيفان، ليكون لغز الرواية. كنت أسير في خط التحرر منه وأنا أوغل في ذاته وأحاول معه في تفكيك عقدة نفسه، حتى انتصر هو على نفسه. وبطريقته. بقي إيفان على أمل أنه القارئ، لا بد سيغفر له.
لأنه إيفان الفلسطيني، البطل الخارج عن النص... دوماً.
إنسان خارج عن الجغرافيا، وفلسطيني خارج عن القانون، وإيفان خارج عن النص. ليس هو بطل ثوري أو تحريضي، ولا هو مناضل انتصاري، ولم يقتفِ موضة الفدائي المقاتل لأنه ليس البطل الإيجابي، ولم يكن كذلك، ولا يريد أن يكون المدافع الشرس عن حقوق شعبه، هو البطل السلبي اللا منتمي بكامل قناعته.
فكان النص تجسيداً لصراعٍ مرير بين طرفيّ البقاء من جهة، والمنفى من جهة أخرى. فيكشف خديعة المرايا التي امتهنت تزوير وجوهنا، كشظايا من صور مبعثرة في دهاليز زمن مكسور.
أعلن فرحي بأني تحررت منه، وأعترف أنه احتلني ردحاً من الزمن، وإنها شخصية تغلغلت داخلي إلى مستوى يصعب الإقلاع عنه. كان الهوس بالصورة إلى درجة الدخول في الصورة. ذاك الشريك الذي وصل إلى مرتبة أعزّ الأصدقاء، الولد الذي كان وتراً من ذاكرتي، صدى صوته الذي يتلعثم في تلاوة.. اسمه وتهجئة درس القراءة.
حين تنظر في مرآة نفسك، أفضل طريقة لرؤية ذاتك الداخلية، ولنقد الذات هو أن تخرج منها لتقف قبالتها، وترى عيوبها، وتحدد مواطئ الخلل والضعف فيها، وبأقصى ما تستطيع من أمانة وموضوعية، لتكون رقيب ذاتي لها، ولا تهتم بشأن الآخرين ومراقبتهم ونسيان ذاتك التي من الأولى عليك الاهتمام بها أكثر من اهتمامك بغيرك.
نص لاختلاس الصورة التي تسللنا فيها معاً. فأذاعت أسرار شهوة عائدة من تفاصيل اللجوء المحاصر بأسفار رمادية، تكتبها بصمات حادة تحفر في وجداننا شتى أنواع الصخب. النص للأسماء الشاغرة، المنسية والضائعة، الوجوه التي حشوتها في وسادة أحلامنا.
مهلا ايها السادة ، فسيعذرني إيفان البطل العاق الخارج عن النص لأني خلقته وكتبته وقتلته.
20-7-2011.تم توقيع رواية " إيفان الفلسطيني" على مسرح دوار الشمس – بيروت - الطيونة
تعليقات
إرسال تعليق