نُقْطَة حِبْر


إِبْتَلعْتَنِي نُقْطَة حِبْر فِي عِز الْصَّيْف...
كُنْت أَتَجَوَّل فِي نَيْسَان.... أَقْض مَضَاجِع الْبُرْقُوْق... حَتَّى تَنَام الفَرَاشَات عَلَى لَوْن الْحُرِّيَّة ... ذَات مَسَاء كُنْت أَتَنَفَّس مِن رَائِحَة الْبَحْر...قُلْت لِلْحُزْن الْمُزْمِن أَن يَتَرَجَّل و يُعَلِّمُنِي أَبْجَدِيَّة الْصَّخَب بِأَحْرُف تُكْتَب عَلَى جَسَد الْنَّهَار ... وَحِيْن أَشَتَعَلْت نِيْرَان الْوَحْشَة فِي طَيَّات الْغِيَاب ... أَدْرَكْت طَيْفُك بِكُل مَا فِي الْحُب مِن إِنَاقَة ... أَيُّهَا الْصَّخَب الْجَمِيْل أَمْتَطّى قَارِبِي الْوَرَقِي حَتَّى لَا أَغْرَق فِي مَخْطُوْطَات الْتَّارِيْخ بَيْن أَحْرُف مَكْتُوْبَة بِالْخَط الْكُوْفِي... قَوَّامِيْس الْغَدْر الْمُكْتَوّيّة بِرَمْل ذَهَبِي تَسَرَّب مِن شِفَاه الْصَّحْرَاء...
أَنَا الَّذِي ضَيَّعْت ظَلَّك فِي الْسَّرَاب ... فَاسْتَوْقَفْتَنِي السُّنُونُوَّات .... وَهِي تُبْحِر فِي رِوَايَة مُسَنَّنَة الْأَوْرَاق... و بِكَلِمَات مَعْكُوْفَة كَأَنّيَاب وَحِيْد الْقَرْن... تَتَسَاقَط عَلَى قَدَمَي مِثْلَمَا تَتَهَاوَى أَكْوَام الاوسِمّة عَن أَكْتَاف الْجِنِرَالَات.. وَتَنْكَسِر النِّصَال عَلَى مَذْبَح الْسُّلْطَان... وَالْغَبَاء يَسِيْر كَجَيْش مُضَمَّخ بِشَرَف الْقَبِيْلَة... تَخُطُّني عَلَى حُدُوْد الْدَّم جَسَدَا جَسَدَا.. تَفْتَرِش الْسَّاحَات... عَلَى سَرِيْر مِن طَحَالِب وَدِفْلَى وَعُشْب.... يَرْسُو عَلَى ضِفَاف بِطَعْم الْمِلْح...
وَتَكْتُبَنِي....بِأَصَابِع مُرْتَجِفَة...تُحَمِّل مِفْتَاحَا بِهَيْئَة بَيْت قَدِيْم ... عُلِّقَت أَسْنَانِه فِي سَحَابَة أَخِيْرَة تَصْطَبِغ بِلَوْن الْارْض... مَرَّة قَرَأَني الْنَّص كَمَوْجَة مُنْسِيَّة تَرَكْتُهَا عَكَّا فِي حَلْق نَابِلْيُوْن...وُمَرّات أُخْرَى كَيَعْسُوب شَرِيْد...يَنْتَظِر شَيْئا مَا... فِي ثَقْب بَاب ... يُنَاجِي سُوَيْعَات الْحَنِيْن .....الَى فَصَل الْظَّمَأ أَلَاوْل.
مروان عبد العال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء