"ايفان الفلسطيني" بين السماء والطارق

(إهداء إلى الفلسطيني أينما كان)




عبثا تحاول ..

انك المسبي أرضك من قديم الأزمنة

عبثا تحاول ..

أن تعول ، لا احد .

يبقى بلا كينونة الأحلام

ذات الأمنيات الممكنة

في الفهم للعقل الصحيح

مجسدا إحساسه

بلدا ... بلد ..

في خطو أحذية الصبابة

للمدى النحلي

يقطر رعشة الدوري

في عسل العيون المؤمنة

في أن نصرا ما سيأتي

فوقه ، يسرج الريحان نرجسة المرايا الفاتنة

تتكسر الألحان منها

كل رواية عن غربة في جملة الشهداء

تجنح كالصدى للسلم

كل مخيم يعلو سحيقا

في التراب وبحره

او حبره لا فرق

ما دام المصور من عذاب واحد

لا فرق مادامت حياته أو مماته

من هنا لهناك

في مبكى جهات واحدة

منها لنا بيروت حتى براغ

أو بيروت أو برلين أو بروكسل

أو في القدس

حتى القدس

ما الفرق ؟!

قولي يا هنية في دموع الوالدة

كندا أو غير وغيرها

لأميركا بتنا على وعد يوردنا

ليكسرنا كما المرآة

في شبه شبيه من شعائبنا

لمنظور وجودي عديم الفائدة

لا فرق

منفي هنا في حضن وجهك

حيث أمك في مخيمك البعيد على حدود الوقت

من روح لآخرها

والى لقاء آخر

مع ما يحدد ساعة الصحراء

في قفص اللجوء

إلى عناصرها

أي أنت ايفان الرهيب

بشاغر الزمن الرهيب

صليبك المحمول على أكتافك الحسنى

لتنثر جرحك المخلوق خصيصا

لمواجهة المرايا

في تقمصها مشاعرها

حتى تفقس طينة

من صيغة الألوان

في أسنان خاصرة الردى

.. حواء ، تمسكه بأشطان الغروب العاطفي

ليشرب المنفى هبوطا

من خطيئته إلى علياء رغبتها

بتأنيث الضمير المتصل

هو في الضمير

وها هو ها ينفصل

عن ورشة النمل الأصيل

بسالف الطفل الشهير لصيده الفنان

والفتان

للشبق المسافر كالزمرد

في صدى الفتيات بالماء المذكر

بدماثة المحموم من ذبح الضواحي

في ملامح ملحمية شأوها

شأن المسامر للقضية في مسامرة المدمر

من هول ما يبغي

بجرة نشوة شقراء

لا تبقي ولا تذر الفلسطيني

ذو العصف والريحان

في القبر المنور

إن كاد يا ما كان

ينزف كالشهيد وابنه

شعرا مقفى من سنابل تلة الزعتر

والروح هذا شكلها

دمها عجين الفجر

في تنور فلسفة السماء ، فشمسها

شيئا فشيئا

تشرق الفقراء أرغفة من الأذان

للرحمن

في قيلولة العبقر

حتى غدا ما بعده

يجب الرجوع إلى الرصاص

لا غيره في ألراس

ينقذ شعبه

من دوشة التنقيب في المكتوب

عن نفس الخلاص

كلا ولا

أحدا سينجو من هويته

بطلقة جثة

تمشي إليها في جنازتها الرهيبة

كل ألغام الوجوه المستجيرة للجحيم

بعقدة الاوديب هذا المستعيد بأمه

شبه الوقوع بشبهة الإيقاع في عقر العدم

كي يحصد الأموات في شغف الهروب

من الفضاء الساحلي الذكريات

إلى برود الجو في كأس النبيذ المستبيح

الصاديات من النخاع إلى القدم

فهناك لابد المعذب

يستلذ من الألم

ويموت لا ليموت

لكن كي يضيف لموته

معنى شديدا للبياض

بلحظة سوداء

من عين اليمام المغربي

مؤاتيا جدا

لعبور مشهده

إلى ردم الأساطير التي ترجو الوهم

هذا هو الغرب الرهيب



عبد الفتاح عبد العال

تعليقات

  1. سيأتي النصر حتما،من بين أناملك الفضية،ومن بين شفاهك العسلية،سيأتي النصر،طالما عندنا أمثالك.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء