كتبت "ايفان الفلسطيني" كجرس انذار مبكر حول اشكالية الهوية
عبد العال: كتبت "ايفان الفلسطيني" كجرس
انذار مبكر حول اشكالية الهوية !
في الجزء الاول من الحوار مع الكاتب مروان عبد العال في برنامج إشكاليات على اذاعة صوت الشعب يناقش رواية
ايفان الفلسطيني
تقديم : الاستاذ عماد
خليل
"ايفان
الفلسطيني" رواية السياسي والاديب والفنان التشكيلي مروان عبد العال هي رواية
التحوّل من الاسم للدلالة على الهوية في تقاسيم الملامح وصورة الذات يرسم الكاتب
مروان عبد العال بالحروف أسئلة الهوية وقصة وطنٍ تناثر في مدن العالم وفي هذه
الرواية وصل التناثرُ الى دورتموند في المانيا ،
كتب مروان في روايته " قضيتُ نصف عمري لاهثا وراء نعمة الانعتاق من ذاكرتي لا
اعرف كيف كانت البداية وأين ستكون النهاية ؟ من أين أتيتُ وبأي اتجاهٍ أذهب ؟
إنعدم من داخلي الاحساس بالمكان والزمانِ معاً فأمسيتُ غارقاً في سحرِ هذي النعمة التي
منحتني سحر التحرر من الألم الذي لازم حياتي من أجل ذلك لقد دمرتها عامداً متعمداً
محوتها بكامل إرادتي ومع سبق الاصرار أقنعتُ نفسي بأني في حياةٍ جديدة لا يوجدُ ما
قبلُها بتاتاً "
"إيفان
الفلسطيني "رواية الاسئلة الاشكالية الوجودية تطال الهوية الذاتية الفلسطينية
في تلاحمها وتناقضها مع الآخر " عرب وإيفان شخصيتان أم شخصية قضيةٌ واحدة في
تنوع الامصار وتعدد الاسماء إستحضارٌ لسفر أيوب في صفحات النكبة والمنفى والشتات .
لقراءةٍ تحليلةٍ في
رواية مروان عبد العال للكاتب الفلسطيني والمناضل الفلسطيني عضو المكتب السياسي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،
لماذا
ايفان الفلسطيني الشخصية الوهمية المستعارة بالاشارة الى ماذا من هذا العنوان قبل
أن نغوص في التفاصيل في موضوع الكتاب ؟
أشكرك أستاذ عماد على المقدمة وأتمنى لو
أستحقها ، لا أشك بأنها رواية ممكن تؤرخ لقصة وجع فلسطيني قد يبدو للكثيرين بأنّه
شيء متخيل بكل معنى الكلمة ولكن فيه الكثير من عناصر الواقع التي تشبه الخيال وإذا
كان الأدب كما كان دائما يعرّف بأنه ما هو الا المفارقة دائما هي المفارقات هي ذاك
التنافر ذاك التضاد ، فكيف إذا كان هذا التضاد موجود في قلب الشخصية الواحدة وفي
الذات الواحدة سواءً كان بين الذات والآخر أو بين الشخصية بقسميها سواءً كان القسم
السلبي أو القسم الإيجابي فأن تستعير إيفان كإسم ربما له الكثير من الرمزيات ضمن
شخص إسمه عرب أنا اعتقد هي مرحلة لكتابة الرواية ولكن ببطل سلبي .
نعم ، جميل
بدأت الرواية ببطلٍ سلبي ، في النهاية سنتحدث عن رحيل البطل السلبي ولكن إسم إيفان
لماذا إسم إيفان ؟ طبعا عرب هو المولود في المخيم وفيما بعد تغير هذا الاسم في
سياق الرواية ، قبل أن انتقل الى تغيير الاسم أستاذ مروان لماذا إسم عرب المولود
في المخيم بالدلالة على ماذا عرب في العروبة وفي الحديث عن النمل الأبيض والنمل
الأسود كما أنت أوردت وعبرت عن الشرق
والغرب ، هل هذه الرواية للحديث عن الواقع السياسي للقضية الفلسطينية وقضية
اللاجئين ؟
تفضل : هي محاولة لكتابة الصراع الذي يجري
في قلب الهوية الواحدة وخاصةً نحن أمام هوية صحيح نحن فلسطينيون ولكن إلى أي مدى
هذا الثبات موجود في الهوية نفسها يعني هي دائما في حالة تشكّل وهي دائما في حالة
صراع وتأخذ ألوان وأشكال عدة في أمكنة مختلفة طبعاً إطلاقا من مسألة وجود هذا
الصراع كما أسلفت في تنافر التضاد بين ثنائيات كما هو معروف يعني سواءً كان عزلة /
حرية / سواءً كان تيه / لقاء/ سواءً كان أمل / يأس / واقع / حلم / شرق / غرب ،
بالتأكيد لها دلالاتها الصغيرة وحتى
أستخدمت ألعاب الطفولة من النمل الأحمر والنمل الأسود ، هذه مسألة مهمة ،بالنسبة
الى عرب انا أعي تماما أنها تعني الانتماء بشكل أو بآخر وربما هو نفسه الأحمر
والأسود والحداثة والغرب أنا قمت بتركيب عرب وإيفان وكان إسم إيفان معروف في
التاريخ إيفان الرهيب في روسيا ولكن اسم إيفان مقبول وجميل وهو موجود على فكرة في
كل الدول الاوروبية كل واحد يأخذ معنى محدد ولكنه هو إيفان وعندما طلب من هذا
الشخص أن يبدل إسمه لأن إسم عرب مقزز لدى الكثير وفي نظرة الآخر أيضا وبعد الكثير
من الأحداث التي جرت في فترة الانتقال هذه هي الفكرة من الموضوع.
قبل الحديث
عن تغيير الاسم ، عرب ولد في مخيم فلسطيني في غربة المنفى ولكن عرب كان يحلم
بالتجدد وكان يحلم بالحياة ، ذهب الى بيروت كان يعشق الفن التصويري على ما أعتقد
وبدات رحلة منفى جديدة أخرى ، يعني لو سمحت أستاذ مروان عبد العال لو بإختصار
شخصية عرب في هذه الرواية حتى المستمع يعيش معنا في أجواء هذه الرواية ، حلم عرب
بماذا كان يحلم عرب المولود في المخيم ؟ قبل أصل الى دورتموند في ألمانيا ؟
واضح تماما بأن عرب له احلامه ككل أطفال المخيم ولكن أحلام
سريعا ما انكسرت ، هذا الشخص الذي كان يريد ان يتعلم فتفاجئة بانه قصّاب عند والده
في محل أبيه فهو يساعده في هذا المجال ،وبالتالي هو يرفض ويعتبر هذا شكل لا يريده
في هذي الحياة ، هو كان شخصية إنسان بكل معنى الكلمة . لم يكن منشدا كأبناء جيله
في مرحلة من المراحل الذين كانوا يتماهون مع مرحلة القتال والنضال والعمل العسكري
وخصوصا في مراحل الحرب لم يكن يحب هذه المواقف. كان عنده موقف حيادي من هذا الجانب
ولكن عنده خيارات اخرى وهذه الخيارات صدمة فيها جميعها فضطرّة الى أن يكون في
بيروت بعد المخيم وكانت بيروت في أوج الصراع العسكري فما كان له الا أن يحمل ويبحث
عن شخص آخر يعيش أحلام اخرى.
طبعا وكانت
أمه تتمنى له ان يتزوج بنت خالته على ما اعتقد "هنية" يسافر الى بيروت
ومن ثم الى بروكسل يفتش عن لجوء ولكن هنا الصورة المأساوية التي ربما نستفيد منها
في حياة الشتات وحياة المنفى عندما أراد أن يصل الى ألمانيا مع محي بصماته عبر
الكي بالنار هذه الصورة فيها من الدلالة والصورة المأساوية أيضا أن يصل الانسان
الى محو البصمات عبر الكي لكي يقبل في الأراضي الألمانية أيضا هل للدلالة على
التشتت الفلسطيني في كل أصقاع الأرض ؟
هي إعادة تشكيل الهوية ربما في شيء يجري بشكل طوعي وشيء
قسري في هذا المجال وكان معروفا أساسا في بداية التزوير إذا صحة التسمية جرت
بتاريخ البلاد هو ولد بعد النكبة مباشرة ولكن والده سجله بعد النكبة بأربعة سنوات
لكي يستفيد من الاغاثة لأنه كان يعطى "جزمة" صرنا نفكر كيف دفع ثمن
النكبة بشكل مرير وبشكل تفصيلي قد لا يدركه أحد ، لا احد يقول لي هناك شيء مخترع
هناك شيء واقعي تماما، في مسألة اخرى كانت الدولة الأوروبية الآن، ادخل اليها تأخذ
كل البصمات لكي لا تستطيع دخول دولة اخرى بعد ذلك ، في ناس وصلوا الى اليونان ولكن
لا يستطيعوا دخول دولة اخرى ، هو إمتهن مهنة جديدة كيف يقوم بتغيير بصماتك ، فكيف
الانسان يأخذ رقم ومحاولة تشيء الانسان وإعادة تبديله عبر كل هذه المسيرة الى ان وصل
الى إيفان يعني هناك رحلة مر بها ،
عندما وصل
الى ألمانيا كان لا بدّ من تغيير الاسم الى إسم آخر وهنا بدات رحلة إيفان أستاذ
مروان عبد العال ؟
هو عاش حياته كعرب عدة سنوات ولكنه تزوج من إمرأة غربية،
إعتبر الانخراط في هذا المجتمع والاندماج قد يوفر له ما كان قد فقده سابقا، قد
يعوض له عن أشياء كثيرة ولكن حتى جواز السفر الألماني الذي حصل عليه لم يكن يستطيع
فعل شيء عندما يكتشف بأنه عرب حتى ولو معه جواز ألماني أول أدوات القمع هي
المطارات العربية قبل الأجنبية ففي النهاية هو مواليد أين ؟ هو فلسطيني وهي إحدى
عناصر الضغط التي أدت الى أن يقوم بدفع اربعمائة مارك في ذاك الوقت ويعمل على
تغيير إسمه فهي عملية سهلة في أروربا وتمكن من تغيير اسمه بالكامل فهي واحدة من
أهم المسائل وأسباب الاضطهاد ووالاستبداد والقهر لماذا اساسا يبحث عن حلمه خارج
المنطقة العربية وهو عرب .
ولكنه
يستمر في الحلم عندما يذهب ليؤسس في دوردمون مقهى أربسك فهناك مقهى للجاليات
العربية والشخصيات العربية ومع ذلك يقفل هذا المقهى تحت شعار يخل بالقوانين التي
يعمل بها ، حتى في هذا المشهد هناك صورة لافتة حتى مع تغيير اسم ايفان ما زالت
المصيبة تلاحق عرب وحتى في زواجه لم يوفق هذا الزواج كما جاء في الرواية ، هل
الغاية مهما حاول عرب التغيير من صفاته من هويته تبقى الأزمة قائمة في الذات
الفلسطينية أستاذ مروان ؟
صحيح ، طبعا هذه هي التفاعلات التي جرت داخل نفسه في الغرب
كيف يتماهى مع المجتمع الذي يعيش فيه بكل تفاصيله وبنفس الوقت هو عنده رفض ونفور
وهذا أدى بأنه بحث عن منكسرين حتى تجمع أربسك كافي هو تجمع المنكسرين ، احلامهم
منكسرة ولذلك كلهم اجتمعوا في هذا المكان لكي يشكوا لماذا هم في تلك الأرض؟؟ وهذا
يستعاد فيما بعد ، ولكنه لم يجد الحل بأنه كان يناضل في تونس ذاك اليساري بدل أن
يكون في المانيا ، صار هناك بحث عن الذات وأيضا بنفس الوقت تدمير للذات في سياق
الشخصية ذاتها .
في علاقة
إسترجاع وإستعادة في سفر أيوب في هذا البعد الرمزي في هذا المعنى الرمزي في
الرواية الى ماذا أراد أن يشير مروان عبد العال في الرواية ؟ هل العودة الى التاريخ القديم لاسترجاع النكبة وما وراء
النكبة في سياق ثورات القضية الفلسطينية ؟
لا بالتأكيد ، أنا لدي رواية إسمها سفر أيوب هي روايتي
الأولى انا أعني فيها رحلة الشقاء الفلسطيني .
هل هي في
هذا السياق رحلة الشقاء الفلسطيني " رواية إيفان الفلسطيني" أيضا؟
برأيي هي كما قلت تحاول أن ترصد الاضطهاد في أعلى صوره الى
أن يصل الى درجة الانفصام بشكل او بآخر .
الشخصيات
في هذه الرواية أستاذ مروان مهمة أيضا سنسلط الضوء عليها أيضا صخر صديق عرب من
أيام الطفولة ، هذه الشخصيات هل جاءت في سياق الحديث أو القصة السردية للدلالة على
ظروف محيط بيئة كان يعيش بها عرب ؟ تحدثت عن عرب وعن ابن هوّاش اليساري وعن
المعاناة التي عاناها ابن هواش وتحدثت عن حسيب الذي يساعد عرب على التسلل ، هذه
المشهدية وهذه الصورة للدلالة على ماذا استاذ مروان عبد العال؟
هذه هي حركة الشخصيات وتفاعلها مع البطل الرئيسي الذي هو
يعتبر بنية الرواية ، دعني اسميها ذات عرب وايفان .
صحيح انها
ثانوية ولكن لها دلالات في صلب الرواية .
بالتأكيد لأنه طوال حياته كان يتفاعل معها ، كان له صديق
عمره وهو نقيض له لاحظ بأن هناك شيء يجمعهم لنهم اولاد بيئة واولاد مدرسة ومجتمع
واحد ولكن صخر كان يحاول ان يحمل أحلام والده فوالده كان شهيدا وهو يريد ان يمضي
على هذا الدرب ولكن ينكسر وربما ينتحر بشرب الكحبل تصل الى هذه الدرجة فهو لديه
اصدقاء تعرف عليهم في المدينة وصديق المدينة درجة البعد عن صديق المخيم ولاحظ
المساحات والمسافات عن صديق المدينة وصولا الى صديق هو مغترب وشاهد الفرق بين
لاجىء في الغربة ومواطن في غربة وايضا هي مسألة يجب اظهار كل التخوم القائمة بين
الشخصيات .
وربما
المواطن في غربة هو ابن هواش اليساري التونسي الذي عانة ما عاناه من جسده لأنه كان
معارضا للسلطات التونسية في هذه الرواية صحيح؟ وحسيب يساعد العرب على التسلل هل
هذه الشخصيات التي تساعد العرب على التسلل هي متواطئة تدخل في اطار التواطىء أم ماذا؟
لا أدري هي بالأساس كان في اعتقاد دائما بأن هناك عصابات
تقوم بهذا التهريب على فكرة انا شاهدت هذه التجمعات في اوروبا ، كان يعتقد بان
اللبناني او الفلسطيني، كان يخذله اذا لم يساعده على التسلل والهروب الى دولة ما
او ان يدله على طرق يثبت من خلالها هويته داخل هذه الدول او يطلب لجوء سياسي لكي
يأخذ رقم او كل هذه المسائل فمنهم كان يقدم كعمل طوعي وكأن هناك هدف أسمى للوصول
الى أرض الاحلام التي هي المانيا هناك وهم في هذا الموضوع فهي محاولة لاكتشاف هذا
الوهم هل أدواته أيضا موهومة ؟ نعم . قد تكون ضحية أيضا ليست بالضرورة ان تكون
ابطال وانا اتيت هنا أكثر من مسألة حول مزيل الاسماء ، فعلمه اذا كنت تريد أن تعيش
دون ان تجد فواصل مع هذا المجتمع عليك أن تاخذ حتى اسماءهم وعاداتهم مع ذلك هو في
النهاية صدمة حتى لو اخذ كل المسائل لكن ما زال في داخله ذاك التناقض القوي جدا
فأدى الى ما وصلنا اليه .
أيضا بما
له علاقة بالنمل الاسود والنمل الأحمر في حديث لك تتحدث عن الواقع الفسطيني وواقع
مخيمات الشتات يعني على الرمل لم يكن هناك اسمنت وكان الرمل يجلب النمل هذه الصورة
على بساطتها ولكن لها دلالة معبرة ، وانا أقرأ مروان عبد العال لا يغيب عن فكري
ذاك الفنان التشكيلي في هذه النظرة الفنية الايحائية ولكن ادخل في قضية أكبر قضية
الصراع السياسي الجوهري على أرض فلسطين الغرب والشرق هنا هل شخصية ايفان وعرب
الشخصية الواحدة في هذا التناقض وفي هذا الصراع هو صراع ذاتي ام صراع مع الاخر
ايضا ؟
اولاً كل ما اسلفت به صحيحا هناك رمزيات لا شك مستخدمة وفي
صور وهذه الصور خلقت من اللغة وربما ملكات اخرى في هذا المجال وهذا انا برايي احد
عناصر قوة للرواية ، وسادافع عن الرواية الان التي فيها مساحات من اللغة الشعرية
تحديدا انا دائما محبط من مسألة البيانات السياسية لذا كانت الرواية نقيضا لهذه الطريقة وحتى لا
يتهم البعض متهما الرواية بأنها وثيقة سياسية فيجب ان نعرف عنها بانها
ادب بكل معنى الكلمة ، بواقع أن لا تلغي الواقع هذا عامل مهم مسالة اخرى بان لها
دلالاتها في الصراع برايي هناك الكثير من البطل السلبي لدينا تم تصنيعه فهو ليس
سلبي بالخليقة ، هو تم تصنيعه نتيجة مؤثرات كبيرة ممكن ان نقول بان شخص خلقت عنده
قيم مختلفة عن القيم السائدة فهذا ناتج عن تأثير الآخر فنحن لسنا قادرين على صناعة
جدل ما بين الأصيل وبين الحديث .
حررها للنشر: موقع الكرمل
تعليقات
إرسال تعليق