عَرُوسُ مَنِّ النيرب


اِتَّصَلَ صَدِيقُ مَنِّ مَدِينَةِ حلبِ الشَّهْبَاءِ مَدِينَةَ الْفَرَحِ ، يدعوني الى حَفْلَ عَائِلِي لِزَواجِ اِبْنَتِهِ الْبِكْرِ ، لِلْوَهِلَةِ الاولى ، اِعْتَقَدَتْ ان الْحِسَّ بِالْوَاجِبِ وَراءَ الدَّعْوَةِ ، عَلَى قَاعِدَةٍ اللَّهُمَّ اني قَدْ بَلَّغَتْ . فَمَنَّ الْجُنُونِ ان يُقَامُ الْفَرَحُ فِي حلبِ هَذِهِ الايام . وَالْمُسْتَحِيلَ ان تُلَبِّي الدَّعْوَةُ ، لِكَنَّ عَنْدَمَا عَرَفَتْ أَنْ الدَّعْوَةَ فِي جُبَيْلِ لِأَنَّ الْعَرِيسُ مِنْ هُنَاكَ ، صَارَ مِنْ الْمُسْتَحِيلِ ان لَا تَكُونُ فِيهَا . حَضَرَتْ الى مَكَانَ الدَّعْوَةِ فِي الْمُطْعِمِ الْجَبَلِيِ بِأعالي بِلادِ بِيبْلُوسِ . كَانَ لَا بِدْ مِنْ أنجاز الْمُهِمَّةَ بَعْدَ أَنْ اتمت الصَّبِيَّةَ الْفِلَسْطِينِيَّةَ دِرَاسَتَهَا فِي قِسْمَ الْهَنْدَسَةِ فِي ذَاتُ الْجَامِعَةِ . الْعَرِيسَ عَلَى سُفَرِ فَلَا بِدْ مِنْ مَرَاسِمِ الزِّفافِ . حُضَّرُ والِدِيِّهَا مَعَهَا ، فِي رحلةِ دَامَتْ أَكْثَرُ مِنْ عَشَرِينَ سَاعَةِ ، مِنْ حُلَبِ الى بَيْرُوتَ . عُرْسَ بِدونِ زغرودة وَبِدونِ جُمْهُورِ لكنِ جِمَالِهِ اِنْهَ تَمَّ ، ان تَسْرِقُ الْفَرَحُ الى مَكَانَ آمِنِ ، تُغَادِرُ حَلَبَ وَهْي عَلَى لِسَانِكَ تَسْأَلُ مُطْمَئِنَّةُ عَنْ مُخَيَّمِ النيرب وَالرِّيفَ الْمُحِيطَ وَمُزَارِعَ الْوَرْدِ الْجَوْرِيِ وَالنَّاسِ وَالشَّبَابِ وَالرّفاقِ وَالطَّرِيقِ والامكنة الَّتِي جَمَعَتْنَا فِي اخر زِيارَةَ لَهَا ، كُلَّهَا كَانَتْ حاضِرَةُ ، حَتَّى انين الْوَجَعَ الْمُمْتَدَّ مِنْ الْيَرْمُوكِ الى الشَّهْبَاءَ . لِلْمَرَّةِ الْأوْلَى أَدْرَكَتْ مُعَنّى نُزُوحِ الْفَرَحِ ، يُعْلِنُ رَحِيلُهُ الْقَسْرِيِ مُعَانِدَا لِيَوْمِيَّاتِ الْحُزْنِ وَيَتَحَدَّى بأصرار أَلْوَانَ الْبَشاعَةِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء