كل كلماتي ليست سوى خيمة في صحراء التيه
..................................
....................................................................................................................
بداية اللقاء كانت بالنشيدين اللبناني والفلسطيني وبكلمة ترحيبية من جمعية التضامن قدمها المهندس حسان الملاح، مفتتحها بالترحيب بالضيوف وبالروائي عبد العال، وقد دعا خلال كلمته إلى نبذ الانقسام والفتنة في المجتمع العربي، كما قدّمت جمعية التضامن درع تكريمٍ للروائي.
و كان للروائي مروان عبد العال مداخلة حول أهمية دور الروائي العربي في مجتمعاتنا، مفتتحاً كلمته بتقديم التحية والسلام لمـن كـان سببـاً فـي هذا اللقـاء أصحـاب الدعـوة، جمعية التضامن الثقافية، قلعة صور الثقافية والاجتماعية العريقة وعبقها العروبي الجميل، وإلى منظمة المعلمين الفلسطينين التي يعتبر مبادرتها بمثابة تأكيد صلتها بلغة المعرفة والوعي حيث إن رسولية التعليم أوسع وأعمق من أن تكون علاقة بأرقام وفصول، بل علاقة بروح المجتمع .
أولاً النص الأدبي: بنظري هو ليس وثيقة سياسية، قد يسير على التخوم لكنّه أبداً لا يقع في فخ الخلط بين الإثنين، أو النظر إلى النص الأدبي من الموقع السياسي للكاتب، دائماً يجري التأكيد على فكرة أن القضية الفلسطينية بأبعادها ليست سياسية فقط، وليست إيديوليجية الصراع نطلق عليها الإنساني والحضاري أحياناً
بين الخرافة والحقيقة والوعي والزيف، حتى لا تذبح الذاكرة على مقصلة النسيان أو الطغاة، لذا أرى أن المجال المتاح لما تقوله الرواية أوسع وأعمق من السياسة، بل إنها تسهم في تشكيل الحقيقة التاريخية، والسؤال من يستطيع أن يروي حكاية اللاجئين الفلسطينين أكثر من اللاجئ نفسه، من يسرد الاقتلاع غير الإنسان الذي عاشها واقعاً وذاكرة، أم المؤسسات (الدولية) وقرارات الشرعية الدولية والأبحاث الرقمية الجافة.
نحن نعيش الحياة ليس كما نريد. بكل ما في الحياة من مفارقات هي إلى حد ما تشبه الرواية، بصوت المكان والزمان في السرد المعلن والمضمر والمهجن، بمفارقات وثنائيات حتى في استلهام حركة الشخصيات وفعلها المؤتمر بكل ما فيها من جماليات التشظي.. و عبرالتضاد والتنافر والتكامل والتيه والغربة والمنفى والملاذ .
ما يجري الآن يفسر معنى تفتيت الذات وانشطار الهوية الوطنية أو القومية أو الإنسانية وتشويهها لإعادة صياغة هذه الذات بهويات مختلفة .
في الرواية الذاكرة ظاهرة اجتماعية، فلا يمكن أن تستمر الذاكرة الفردية دون الاستناد إلى ذاكرة جماعية، بمعنى لو كان الإنسان وحيداً لما استمرت الذاكرة.. تتذكر مرحلة الإبتدائي إذا رأيت شخصاً كان بصفك.
ثالثاً: كل كاتب يعاني من حالة صراع ذاتي يقف بين الخضوع أو التمرد عن سلطة الأشياء التي تهيمن على الرواية تصل إلى اعتبار الأشياء أبطالاً، وسلطة القارئ الذي أدعوه أن يقصي الكاتب عندما يقرأ لأن الكاتب الجيد الذي يقصي القارئ عندما يكتب، و سلطة السلطة أبوية أو دينية أو سياسية شكل" العيب" الكامن في مسامات الكتابة .
أيّهـا الأعـزاء،
ما الحرية إن لم يتضاعف كل شيء رائع فيك، أن تمارس شهوة الكتابة التي تليق بجمال فلسطين بالوطن المشتهى. كل كلماتي تظل خيمة في هذا التيه، ولكن لا تسد مقام الوطن!!.. هي بطاقة تعريف عن هوية بدل ضائع..أعتز بأن كلماتي تتقدمني وتصل كالصدى لأماكن لم أعهدها... وأعتز بأبطال رواياتي: إيفان وعرب وجفرا ومطر وأيوب وطين وفرح إلى مدن بعيدة لم أصلها وصار لهم أصدقاء ورفاق وأحبة .
أنا على موعد مع ولادة (شيرديل) بطل أسطوري وإن كان منفياً من زمن جميل لكنه قاتل من أجل قضية تخلى عنها رجال من" خير أمة أخرجت للناس" .
أخيراً، أنحني بخشوع لكل الذين صنعوا العشق بلغة الأدب وبشارة الأدب المقاوم، غسان كنفاني ومحمود درويش وتوفيق زياد، جبرا إبراهيم جبرا ورفاق الحلم والقلم والوطن، كي يكون الأدب (علم جمال المقاومة) على الدرب حتى ينتقل الحلم من دهشة التأمل إلى اختبار الحياة في صورة طبق الأصل ..
التاريخ: 13/04/2013
الأمسية الأدبية التي اقيمت بعنوان ) الذاكرة الفلسطينية في روايات مروان عبدالعال) وذلك في جمعية التضامن الثقافية بمدينة صور يوم 13 نيسان 20
....................................................................................................................
أن تكون فلسطين
ملهمة الكاتب وجغرافيا معانيه ومقاصده، فذلك يمنح أمثالي وسام فخار تقلدني إياه
ثنائية المقام ووجوهة الطيبة، لأني أتيت لأتحدث من على منبر تفوح في رحابه حكاية
عصرنا المدمّاة.
بهذه الكلمات افتتح
الزميل محمد سرور كلامه هذا في الأمسية الثقافية التي قدمها الروائي والكاتب مروان
عبدالعال في جمعية التضامن الثقافية في صور وذلك يوم السبت في الثالث عشر من شهر
نيسان التي دعت إليها منظمة المعلمين الفلسطينيين وجمعية التضامن الثقافية من أجل
الذين يعتلون قمة الحلم رغم كل شيء.بداية اللقاء كانت بالنشيدين اللبناني والفلسطيني وبكلمة ترحيبية من جمعية التضامن قدمها المهندس حسان الملاح، مفتتحها بالترحيب بالضيوف وبالروائي عبد العال، وقد دعا خلال كلمته إلى نبذ الانقسام والفتنة في المجتمع العربي، كما قدّمت جمعية التضامن درع تكريمٍ للروائي.
و كان للروائي مروان عبد العال مداخلة حول أهمية دور الروائي العربي في مجتمعاتنا، مفتتحاً كلمته بتقديم التحية والسلام لمـن كـان سببـاً فـي هذا اللقـاء أصحـاب الدعـوة، جمعية التضامن الثقافية، قلعة صور الثقافية والاجتماعية العريقة وعبقها العروبي الجميل، وإلى منظمة المعلمين الفلسطينين التي يعتبر مبادرتها بمثابة تأكيد صلتها بلغة المعرفة والوعي حيث إن رسولية التعليم أوسع وأعمق من أن تكون علاقة بأرقام وفصول، بل علاقة بروح المجتمع .
وقال:" أخجلتني كلمات الذين سبقوني على
المنبر، أتمنى أن أستحق هذا الثناء وسعيد بهذه الوجوه فرداً فرداً... شرف لي أن
حضوركم هو معيار الحكم على الفكرة والمستوى ورفعة الأدب .
أيهـا الأعـزاء،
أن يكون 13 نيسان شرارة الحرب الأهلية التي
"تذكر عادة كي لا تعاد"، جئت أتحدث عن الذاكرة الفلسطينية في زمن تعميم
الحروب الأهلية و شرارات الموت البشع والحرائق التي تذكر بزمن الحرّاقة.. عندما حرق طارق بن زياد
إيجاباً سفن جنوده بعد أن عبر البحر إلى الأندلس. اليوم الحرّاقة يحرقون أشياء
أخرى، هوياتهم، عندما يصلون إلى ميناء أوروبي أو مطار، يحرقون أنفسهم كرد على استبداد،
يحرقون ذاكرتهم! وأوطانهم! وثوراتهم! من يحرق الوطن حتماً بالفتنة أو الفكرة
القاتلة والفتاوى الضالة فهو يستبيح الوطن
والإنسان والدين معا، هو يحرق كل ما في الربيع من جمال، يحرق القرنفل والياسمين
وعطر البرتقال .
النص الأدبي (الرواية) والذاكرة والراوي
أسماء لعناوين رغبت في قولها عندما خُيرّت فيما أقول للمناسبة .أولاً النص الأدبي: بنظري هو ليس وثيقة سياسية، قد يسير على التخوم لكنّه أبداً لا يقع في فخ الخلط بين الإثنين، أو النظر إلى النص الأدبي من الموقع السياسي للكاتب، دائماً يجري التأكيد على فكرة أن القضية الفلسطينية بأبعادها ليست سياسية فقط، وليست إيديوليجية الصراع نطلق عليها الإنساني والحضاري أحياناً
الأدب هو الجزء الأصيل من الصراع الشامل،
وفي القلب منه الرواية ليس إهمالاً للشعر أو غيره من الأجناس الأدبية الأخرى،
لكنّه الرواية تتربع على عرش الأدب، وإن لم تكن هي ديوان العرب فهي حسب وصف
(لوكاش) ملحمة العصر الحديث .
لم نهتم بهذا الشأن كثيراً، لكن الرواية
الفلسطينية جزء من معركة السرد أي صراع بين من يخترع الحكاية أو يستعيرها أو
يستنسخها لأنه لا ماضٍ له على هذه الأرض.. ومن يملأ التاريخ والماضي والحكاية بكل
أنفاسه.بين الخرافة والحقيقة والوعي والزيف، حتى لا تذبح الذاكرة على مقصلة النسيان أو الطغاة، لذا أرى أن المجال المتاح لما تقوله الرواية أوسع وأعمق من السياسة، بل إنها تسهم في تشكيل الحقيقة التاريخية، والسؤال من يستطيع أن يروي حكاية اللاجئين الفلسطينين أكثر من اللاجئ نفسه، من يسرد الاقتلاع غير الإنسان الذي عاشها واقعاً وذاكرة، أم المؤسسات (الدولية) وقرارات الشرعية الدولية والأبحاث الرقمية الجافة.
نحن نعيش الحياة ليس كما نريد. بكل ما في الحياة من مفارقات هي إلى حد ما تشبه الرواية، بصوت المكان والزمان في السرد المعلن والمضمر والمهجن، بمفارقات وثنائيات حتى في استلهام حركة الشخصيات وفعلها المؤتمر بكل ما فيها من جماليات التشظي.. و عبرالتضاد والتنافر والتكامل والتيه والغربة والمنفى والملاذ .
ثانياً : أشرس المعارك التي
تدور رحاها حول الذاكرة تدمير الأوطان، حيث يبدأ من احتلال ذاكرتها. سمعت مصطلح
"عبرنة" الذاكرة فيها مساحة للذات الإنسانية عليها تقوم وفيها تطرح
أسئلتها وصدماتها القاسية نحن جيل لا يسكن وطن بل يسكن ذاكرة فقدان الأول مع بقاء الثاني، لكن فقدان الذاكرة
أو تصفيرها خسارة كارثية!
تخيّل أن يفقد شخص ذاكرته هل يعرف نفسه ومن
يكون! السؤال لكن ماذا لو كانت الشعوب ضحية فقدان الذاكرة .ما يجري الآن يفسر معنى تفتيت الذات وانشطار الهوية الوطنية أو القومية أو الإنسانية وتشويهها لإعادة صياغة هذه الذات بهويات مختلفة .
في الرواية الذاكرة ظاهرة اجتماعية، فلا يمكن أن تستمر الذاكرة الفردية دون الاستناد إلى ذاكرة جماعية، بمعنى لو كان الإنسان وحيداً لما استمرت الذاكرة.. تتذكر مرحلة الإبتدائي إذا رأيت شخصاً كان بصفك.
معركة البقاء والتجذر لفلسطيني 1948 هو
شريان حي لهذه الذاكرة (الناس والأمكنة والأزمنة) .
أعتبر المخيم منشطاً حيوياً للذاكرة، لذلك
أنظر إليه ككائن اجتماعي يتنفس وبروح للحكاية وحفظ الهوية للمكان لمجتمع يصنع
ويفترض ويتخيل ذاكرته، فوظيفة الروائي أن يقاتل كي لا تتحجر الذاكرة كي تبقى ذاكرة
حيّة، جارية لا تأسن ولا تتعفن ولا تصدأ، مهمة التراث توثيقها حفظها وتجليدها..
مهمة الرواية تجديدها قد يستعير منها أدوات فنية قديمة ويوظفها بصورة جديدة، لأن
الهوية نفسها في حالة تشكل دائم، فإمّا أن تتجدد أو تتبرد !!.
أشعر أن الذاكرة تصبح أكثر أهمية في
المنفى... الذاكرة على قاعدة أنك تعيش المنفى وتكتب عن الوطن، أن تبحث وتجري وتلهث
وراء ذاكرته هويتك جذورك.. كي تكون عكس المنفى وتنتصر عليه، لأن المنفى كما وصف
تماماً: أن تمشي وجذورك في الهواء .ثالثاً: كل كاتب يعاني من حالة صراع ذاتي يقف بين الخضوع أو التمرد عن سلطة الأشياء التي تهيمن على الرواية تصل إلى اعتبار الأشياء أبطالاً، وسلطة القارئ الذي أدعوه أن يقصي الكاتب عندما يقرأ لأن الكاتب الجيد الذي يقصي القارئ عندما يكتب، و سلطة السلطة أبوية أو دينية أو سياسية شكل" العيب" الكامن في مسامات الكتابة .
أيّهـا الأعـزاء،
ما الحرية إن لم يتضاعف كل شيء رائع فيك، أن تمارس شهوة الكتابة التي تليق بجمال فلسطين بالوطن المشتهى. كل كلماتي تظل خيمة في هذا التيه، ولكن لا تسد مقام الوطن!!.. هي بطاقة تعريف عن هوية بدل ضائع..أعتز بأن كلماتي تتقدمني وتصل كالصدى لأماكن لم أعهدها... وأعتز بأبطال رواياتي: إيفان وعرب وجفرا ومطر وأيوب وطين وفرح إلى مدن بعيدة لم أصلها وصار لهم أصدقاء ورفاق وأحبة .
أنا على موعد مع ولادة (شيرديل) بطل أسطوري وإن كان منفياً من زمن جميل لكنه قاتل من أجل قضية تخلى عنها رجال من" خير أمة أخرجت للناس" .
أخيراً، أنحني بخشوع لكل الذين صنعوا العشق بلغة الأدب وبشارة الأدب المقاوم، غسان كنفاني ومحمود درويش وتوفيق زياد، جبرا إبراهيم جبرا ورفاق الحلم والقلم والوطن، كي يكون الأدب (علم جمال المقاومة) على الدرب حتى ينتقل الحلم من دهشة التأمل إلى اختبار الحياة في صورة طبق الأصل ..
المكتب الإعلامي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان
التاريخ: 13/04/2013
الأمسية الأدبية التي اقيمت بعنوان ) الذاكرة الفلسطينية في روايات مروان عبدالعال) وذلك في جمعية التضامن الثقافية بمدينة صور يوم 13 نيسان 20
تحياتي لكم جميعا ومحبتي وتقديره لكم لدوركم في رفع الوعي والثقافةلين ابناء شعبناالفلسطيني
ردحذفللتوضيح على ما نشر في هذا التقرير .. هو من قدم الدرع للروائ مروان عبدالعال ليس جمعية التضامن بل من قدم الدرع هو ملتقى الحوار الانساني وتم الشكر على هذا الدرع في مقدمة مروان شاكرين تعاونكم وللعم فقط اقتضى التوضيح