سمعة المخيم ليست كبش فداء

 

ولما كان الحياد الأيجابي بالنسبة لنا يعني الانحياز للسلم الأهلي ورفض منطق تحويل سمعة المخيم الى كبش فداء يتم تنفيس الفتنة المتجولة فيه ولسنا مختبرا لقياس درجات الاحتقان والفلتان هنا وهناك. قد نفهم ان يكون الاعلام مباحاً وحرا، لكن ان يستبيح الآخر فتلك الكارثة، فحق السبق الصحفي لا يبرر الخروج عن المهنية. بالسبة لنا هذا الامر يقع في نطاق السياسة المعادية والسلبية المكشوفة بمآربها وغايتها ومرادها.

ولمّا كان الوعي الشعبي والسياسي الفلسطيني ضمانة الاستقرار لذا كانت لغة الفتنة المسمومة لأعادة انتاج العداوة والكراهية للوجود الفلسطيني بوهم ادخاله في اتون الازمة  وفق الخيال المريض لمروجيها التي طالما حصرت النظر للفلسطيني من باب أنه الخطر الكامن والمفترض والمتوقع .

ولمّا ظل الفلسطيني يؤكد أنه ليس أمتداداً أحتياطياً في الصراعات الداخلية ، تكون بقصد تشويه صورة الوجود الفلسطيني فهو وفق الثقافة العنصرية ليس سوى "فزاعة" أو مشروع فتنة ،بل عود ثقاب جاهز لأشعال البلد، فتعطيه لبوسا طائفياَ ومذهبياَ وأمنياً وفق سناريوهات مختلقة وملفقة وكاذبة تعمل في نطاق الحرب النفسية على قاعدة  "غوبلز" الشهيرة بتكرار الكذبة أثنا عشر مرة حتى يظن الناس أنها حقيقة،وربما هي نوايا ما يأمل أن يكون حقيقة واقعة .

 لتخرس لغة التجريح  التي لا تدري أن جراح المخيمات ما زالت تئن ! وفيها ما يكفيها من نزوح وعذابات وقهر وغبن وقلق ، ولما كان رصاص البؤس قاتلا، فإن رصاص التشويه والتشهير والتحريض أشد فتكاً. بالوعي واللغة الجامعة والحقيقة وبالمناعة الداخلية، ستبتلع الافاعي ألسنها.....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء