طقس مألوف
على شرفة النهار، الشارع الضيق الذي يسلكه كل صباح ، دردشات مقاهي المدينة وهدهدة
رقيقة في قاع النفس ولهاث كموج شاذ يتحرش بميناء عشق مستحيل ، تتعثر قواقع البحر بسؤال
عن طقس مألوف، يدركه بطيف شخص مرعوب لكثرة
ما يتتالى ذكره في الحروب . من جرح عميق يصدر البلاغ الأول للنصر، يوم كان الفرح جسدا بلا إسم ، والروح مشحونة بسحر حورية تئن نزيفاً . في المرآة وجه
موغل بالوجع وشاهق بكل تفاصيل الاختناق، يطارد الحلم كظل غريب ويسبقه في طرق خضراء
متعرجة بين البساتين المجاورة .هنا شرايين الجداول تخفق برائحة الماء فترتعش معها زغب الاعشاب البرية ، كلها تحت وطأة
تصنيع الطقس الداخلي بأستمرار، خالعاً عن باب النفس الغريبة كل اسرارها الموصدة بوجه الريح القادمة . سقطت حذوة
الحصان عند كومة من الرصاصات الفارغة على جذع سنديانة والكولونيل المنبوذ يعد ما
تبقى من أزرار قميصه وقد ترك حذاءه خلف سجن مهجور. في جسد الفصول صدح البرقوق
بزغرودة غجرية بمدى عام من الوهم، لتخضع ساعة الهزيمة فوق الحائط لعملية تحليل فوضوي لمونولوج مثير. بين نافذة
تغطي رأسها بأوراق العنب وأخرى تضج بزقزقة صاخبة لكناري لا يعرف السأم ، تحلّق فوقه،
تمر بسرعة كشرخ عميق في طقس حر يستكمل
الحلقة اللامتناهية من الدوران المريع .
تعليقات
إرسال تعليق