'أيلا ' ... إعترافات التحرر من الإثم !
الاسم المُركّب" إيلا" لفتاة أنجبتها حياة استثنائية، تتورط معها في أمكنة غير مألوفة، في وقائع ملتبسة تحملك إليها. رواية" إيلا" الأنيقة، للكاتبة المتألقة الأستاذة "رندلى جبور" تغطس فيها حتى نكزة السطرالأخير، تفتح نهم الشهية على نَفَس واحد، لا محطات على الطريق، وممنوع أن تستريح وبقرار مسبق من كاتبتها، حين جعلتها بنية متواصلة، وخطتها بقلم الغواية. هكذا تسافر على متن رواية"إيلا" في سرد شيّق وممتع وسهل وكذلك ممتنع، تتناول من حقيبتها الثرية أشياء جميلة، تفيض بتفاصيل مؤلمة، وتعرجات في رحلة وسط أدغال من عذابات ملونة بأصناف القهر والجوع والتخلف في بيئة غريبة محبطة ومدهشة، كلها داخل امرأة مكدسة بالعطاء، تعيش فيها سيرة مشبعة باعترافات التحرر من الإثم، تتحرك مع الحكاية بشكل حلزوني، وتدوربين وعيين وضحيتين في تناقض رهيب فوق حلبة واحدة، وجولات من البوح، ووجع الفقدان الداخلي إلى حد الالتحام بالآخر، تنساب اللغة بحس فني يكسر قساوة الحزن ويضفي على الحب جرعة إنسانية مرهفة، تنتصر فيها الفضيلة على الخطيئة، صياغة مثقلة باختبارات نفسية تمر شخوصها في تحولات هامة وتصاعدية تظهر خفايا الشخصيات، وما تختلط فيها من بيئتها الخاصة من مواد ومعايير السلوك والحياة تظهر في صورة واقعية للمجتمع الأبوي وأثره الوراثي والتكويني في شخصية الذكر والأنثى معاً، يحتدم الصراع بين القيم والقيم المضادة، بين الحب الأرضي والحب السماوي، بين الحب الذنب والحب كعبادة أخرى، لأن بطلها 'رشيد' إنسان عادي بوجهيه السلبي والإيجابي، ظل حتى نهاية الرواية البطل"الرومنتيكي"، لكن من دون تصنيم أوتأليه، يتمرد في قمة العشق حين جعل العلاقة بين الرجل والمرأة تظل غير مكتملة، بل ناقصة ومستحيلة حين تكون ممارسة الحرية أمراً ملحاً، لقد تقمصت الكاتبة شخصية البطلة المحورية في الرواية وتحدثت بلسان "أيلا"، لتنطق باسمنا جميعاً وترتل صلاتها الأكثر إنسانية، لأن ذخيرة العاطفة لم تنفذ من قلوب البشرية...!
بقلم : مروان عبد العال
تعليقات
إرسال تعليق