رواية "60 مليون زهرة"..... حكاية البحث عن الوطن وليس عن وطن.


شبكة "الراية"
في حديث خاص لشبكة "الراية" مع المناضل الروائي الفلسطيني مروان عبد العال اجرته عشية اطلاق روايته السابعة "٦٠ مليون زهرة" سألته " الراية" : مروان عبد العال الفلسطيني الذي يعيش المنفى اين اخذتك الرواية؟ أجاب : كسرت الرواية قوانين الجغرافيا لمّا اعادتني الى مدينة أعشقها ولم أراها و بدأت بإكتشافها بعد كتابتها. وجدت الخيال فيها اجمل من الواقع . وعن ما قالته
الشخصية المحورية وان كان ينطق بأسم الكاتب ؟ أجاب:
-نعم ، الجندي المجهول الشخصية المضمرة كان الرائي الذي ولد ليس كسائر البشر وبفمه معلقة ذهب بل في يده رشاش نوع غوستاف ويشير بأصبعه نحو الشمال ! رمزيته في المقارنة الواضحة بين الحجر كرمزٍ للبطولة ويختزنها في عمق التمثال الحجري والبطل الانساني الحي الفردي والجماعي .
وعند سؤاله ان كانت الازهار تعني السلام والحب فقال :
-استنطاق البطل غير الواقعي لينطق بما هو واقعي هذا فعل استثنائي هو عمل حربي الى حد العشق . كيف لغير الحي ان يبوح بالحياة ؟ ويطرح سؤال الحرية الانسانية مثل سؤاله "من يجرؤ على اصدار فتوى بمنع الحب ؟"
وأضاف الكاتب : ظل يطاردني على مدار الحكاية كما ورد بين اسطر الرواية "من يجرؤ ان يمر على الحقل ولا يرمقه بنظرة ؟ هنا رائحة العشق المجبول بمطر الجنة.."
وما اضافه هذا العمل الابداعي عن ما سبق قال:
- شعرت ان رواية "60 مليون زهرة" تجاوزتني وجودياً ، اخترعت أشخاصها والذي زودني بالخيال هم ابطالها. ابتدعت لهم اسماء مختلفة ولكن وجدتهم مع نفسي في ذات الاتجاه ، علمتني البحث في تفاصيل سرية لقصص مكتومه وفن كتابة الغموض السلس المسكوت عنه ، وبعدها رأيت ان الأمور اصبحت أكثر وضوحًا،بالنسبة لي وجدت نفسي دون ان أدري ابحث عن ذاتي عن أسمي وشخصيتي وهويتي .
هل وجدت في نهاية عملك الروائي ما كنت تبحث عنه؟ قال:
-لم ابحث عن أي وطن بل عن الوطن . الفرق انه ليس البحث عن مكان بل بمن اكون. لقد عرف المجهول عنه نفسه في الرواية فقال "انا الكائن الحي الذي يرمز الى جندي قتيل ليس إلا..."
وسألته " الراية" والحرية ؟ فأضاف :
-نعم،الزهر اختبار الحرية ، مستحيل ان تجد ربيعا بدون زهور ! سؤال عن بيئة الكاتب بأن عودنا المخيم ان ينتج الجمال رغم بشاعة الواقع كيف امتلكت القدرة على الكتابة
- ايضاً استطيع ان اقول اني بدأت الكتابة منذ ان تعلمت القراءة واعطاني المخيم وساحات النضال المزيد من القصص لأقولها.
قاطعناه : في ظل هذا الواقع ؟ اجاب :
-أكيد عندما يكون الجرح اكثر عمقا يكون التحدي أكبر ومصيري ، فالرواية اخترقت ما هو اقسى من عالم القسوة الذي يقتل الزهر ويدوس الرمز ويكسر الحلم .
هل يمكن ان تكون الكتابة اداة للتغيير ؟
-الكتابة هي فعل وعي ، والامر ليس بيد الكاتب وحده ، ومع ذلك لست متشائماً من جدوى الكتابة.

التشاؤم في هذه الحالة هزيمة مضاعفة واستسلام طوعي ، لازلت اعتقد ان الرواية اكثر شمولاً وغزارة في رسم المشهد وكتابة الروح وعلى أي حال قيمتها انها اقوى الانواع الادبية استمرارية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء