كلمتي في ندوة حول رواية ( 60 مليون زهرة)
"اطلقَ روايتي رسالة عطرٍ وصلاةِ مجدٍ لمن هم فوق الكلام ، لجفرا الجديدة وسائر الجفراوات بعمرِ الورد وصغارٍ يولدون رجالاً.."
شكراً لكم أيها
الاحبة
اضاف حضوركم للمولود الجديد رونقاً وعطراً وجمالاً والتحدي ان نكون هنا ونحتفي بالكلمة في زمن وأد
الكلمات والافكار والثورات والانسان والاوطان
كي لا تنتصر الجاهلية لنردد قول كافكا : (
ان نكتب يعني ان نهجر معسكر الجهلة).. واشعر بشموخ النص بمشاركة الاساتذة الافاضل الاصدقاء : ايلدا و سلمان ود. طارق واسكندر.. كلماتكم النقية والنقدية اعتبرها مدداً وسنداً
وزاداً..
سأدع الرواية
تقدم نفسها واثقاً بحصافة القارئ في
تذوق المعنى وتبيان المبتغى.. ولكن لا بد من اعتراف وعرفان :
١- اعترف ان كتابتي
كانت مثل قيادة السيارة في الليل حين تكسر
قوانين الجغرافيا وتستطيع الرؤية وتسجيل احداث بالروح وليس بالعدسة للامكنة التى تعشقها
ولا تراها و تكتشفها بعد كتابتها. تجدها في الخيال تتفوق على الواقع وفي زمن جنون الحرب
تخترق المألوف ، عن مدينة لازلت تقارع شمشون وهي تولد من رحم المجهول
. اقر ان كل شيء مرة بصورة عجائبية فوضوية
ليسخر من القسوة والهشاشة والاهتراء والعبث
والعدائية والحصار الذي يحيط بها .
٢- عرفان للجندي المجهول الذي اقنعني انه كائن حي وليس من حجر يرمز لبطل ينبض بحواس لم تجف وذاكرته لم تصدأ ووعيه لم ينحرف وعقله لم يثقب، واضح لا يحجبه عن الحقيقة لا لقب ولا رتبة ولا منصب
رسمي ولا ستار ديني او فئوي او جهوي او غيره ..
ادخلني السرد في الغموض السلس المسكوت عنه وبعدها ، فوجدت نفسي دون ان أدري
على مدار الرواية ابحث عن ذاتي وعنه حتى فر هارباً بدون ان اعرف لماذا .. ولكن اعرف الى اين .
٣- خالص الحب لمن جسد فكرتي بأمانة ومكنني من سحب الابطال من دائرة النكران
وشخصيات مضمرة من عمق التاريخ من رمل وبحر
ارض غزة من الشوكة الى جبال الخليل وجبل النار
والقدس والى البحر والصحراء والشخصيات الخرافية او الواقعية التي تسكن عوالم
غريبة من مقبرة المدينة وسرداب ونفق ومخيم
وسجن وحقل قرنفل وذهب بي الى ازمنة وامكنة
وأناس يحتفظون بأحلام كبيرة وأسماء استثنائية.
٤- اسمحوا لي ان
اطلقَ روايتي رسالة عطرٍ وصلاةِ مجدٍ لمن هم فوق الكلام ، لجفرا الجديدة وسائر الجفراوات بعمرِ الورد
وصغارٍ يولدون رجالاً. رغم الحزن على انشطارنا وخرابنا و خيباتنا لكنهم يموتون بفرح
! لسبب وجيه لأنهم ما اضاعوا البوصلة وظلوا
على وعد اسطورة شيرديل الثاني والثالث وجيفارا وابناء العنقاء الذين اقسموا : ان لا
يذبل الزهر في تراب هذه الارض.. زهر الحرية
الذي ينفجر بركاناً في صخر وحجارة وتراب وجرح
فلسطين..
تعليقات
إرسال تعليق