60 مليون زهرة....خطاب روائي موجع.
بيروت – وكالة القدس للأنباء
عقد "النادي الثقافي العربي"، أمس الجمعة، ندوة حول رواية "60 مليون زهرة" للكاتب والروائي الفلسطيني مروان عبد العال قدمها سامي مشاقة، وشارك فيها كل من د. رفيف رضا صيداوي والشاعر محمد زينو شومان، حضرها حشد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.
ورأى سامي مشاقة في تقديمه للندوة ، أن "الرواية لمروان عبد العال وهو لبناني المولد فلسطيني الإنتماء، لم يتعرف على فلسطين ولكنه استوحى بالخيال فلسطين من الذاكرة الشعبية فبسط مساحة تلعب عليها شخصيات الرواية أدوارها بدءاً من تحدي الغزاة كمن يملك أرضاً انتزعت منه بقوة القهر، مروراً باستنباط رموز مضيئة: فها هو الجندي المجهول رمز الصمود والمقاومة وقد قعت رأسه مرات ثم عاد إلى الحياة، فالشهداء لا يموتون وإنما ينبتون من الأرض قامات منتصبة كالرماح. وهذا هو شمشوم الفلسطيني المعاصر الذي لا تكمن قوته في شعره وإنما بتجذره في الأرض التي لا يمكن اقتلاعه منها حتى بالإستشهاد. هذه الصور والرموز إنما تتجلى عبر نص شعري جميل، وكأني بمروان عبد العال يكتب النص الروائي بريشة الفنان التشكيلي، ويرسم اللوحة بقلم الأديب الروائي فيزاوج بين الإثنين ليهل علينا بمساحة من أنوار فلسطين".
وقالت الدكتور رفيف صيداوي:"ليس من حكاية في رواية "60 مليون زهرة" للكاتب والروائي الفلسطيني مروان عبد العال، بل لوحة تشكيلية يجاور فيها الماضي الحاضر ويتقاطع به، كما يتقاطع الأسطوري بالواقعي، والغرائبي بالحقيقي، والأزرق بألوان الزهور والخضرة، ويتراءى الماضي كخلفية للصورة تارةً، ويسلل إلى المشهد الحاضر تارةً أخرى، مضيفاً عليه زمنيته، في ترابط شفَاف بين الفن التشكيلي كفن مكاني والرواية كفن زماني".
وأضافت:"فالحفر في الذاكرة جاء انطلاقاً من الحاضر انقلب جذرياً، إنه الحاضر الذي جعل المؤلف يقيم من "مقبرة المعمداني" في غزة إطاراً مكانياً وزمانياً أساسياً لروايته".
وأوضحت أن" المضي في الحفر في الذاكرة واستطاقها فيس إطارِ توصيفي لما
جرى ولما لا يزال يجري للفلسطينيين وللغزاويين بشكل خاص، جعل خطاب الرواية خطاباً موجعاً، يزكرنا بوجع "رقيَة" بطلة رواية "الطنطورية" لرضوى عاشور، وذلك حين وعدت إبنها حسناً بمواصلة كتابة شهادتها عن فلسطين الآن، قائلة:"سأحاول يا حسن.ولكن ماذا لو مت؟ ستقتلني الكتابة". فأجابها إبنها حسن:"لن تقتلك. أنت أقوى ممَا تتصورين. الذاكرة لا تقتل. وتؤلم ألماً لا يطاق، ربما. ولكنَنا إذ نطيقه نتحوَل من دوَامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه ونملي إرادتنا عليه" (ص235)".
وأشار الإعلامي محمد زينو شومان، أن "دأب مروان عبد العال منذ بداية مشواره الروائي، مع مطلع هذا القرن، في استنطاق المأساة الفلسطينية واعتصار "قادتها" إلى أبعد حدود العصر والتوقع والإحتمال".
وأضاف:" وليس هذا بالعجب العجاب ولا بمستنكر، أو بمستهجن بالنسبة إلى عبد العال الروائي المهجوس بالهم الفلسطيني، كموضوع إنساني فضلاً عن كونه ذاتياً ووطنياً وقومياً، والفنان التشكيلي والمناضل الذي ولد على تخوم الجرح الأكبر في مخيم نهر البارد، الذي لا أعتقد أن برودة الأنهار قاطبةً كافية لتبريد ألم كاتب ملتزم وصادق لا أجد في متناول يدي أو قلمي من اللغة العربية ما يضاهي فورته البركانية ولهيبة الداخلي الذي لا ينطفئ".
واعتبر شومان الرواية" رافد من روافد نهر عبد العال الروائي الأكبر، الذي يستكمل شقَه بوعي ودراية وتخطيط متقن. إنه بتعبير آخر، يخطو خطوة أخرى أو خطوات أوسع وأكثر إيخالاً في جغرافيا التجربة الفلسطينية وشعابها ووديانها وأزقتها وأحيائها وأنفاقها وسراديبها وثغورها. وكأن عبد العال هذه المرة شاء أن يضغط أكثر على الجرح الحي."
15:19 - 14 أيار, 2016
تعليقات
إرسال تعليق