شهيد ولكن على قيد الحياة
عبد العال : تل الزعتر شهيد ولكن على قيد الحياة!
في كلمة فلسطين التي ألقاها الرفيق مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان في مهرجان جماهيري الذي اقيم عصر اليوم الجمعه 19/8/2016والذي دعت إليه رابطة ابناء مخيم تل الزعتر
احياءً لمناسبة "الذكرى الاربعين لمجزرة تل الزعتر " التي وصفها : انها الذكرى العصيّة على الموت والمخيم شهيد ولكن سيظل على قيد الحياة شاهد على الحقيقة وباق فكرة وعبرة ومغزى.
وقال : الفكرة الخالدة في الوفاء لأسطورة تتجدد في اعماقنا ومعها ينهض التل ويجول في كل الامكنة والقمم ، على كل التجمعات، والحارات ، في انحاء متتعدة مع فصائل وقوى وهيئات مختلفة لكنها متفقة على موعد واحد وزمن وتاريخ واحد لجرح ودرس ورمز وذكرى اسمه مخيم تل الزعتر .
ووجه التحية الى المخيم قائلا : هذا الرمز الراسخ فينا مخيماً بمساحة تتجاوز الحدود، والعابر للبلدان والاقطار وللجغرافيا الى اقصى حدود الانسانية .
العبرة للمُثل الانسانية التي جسدها بشموخ وبتضحية وبصبر وصمود وعطاء وبطولة أبنائه العظام .. وننحني لساعات الحصار ، للذين ماتوا عطشاً .. وجوعاً، للذين قاموا بحق الواجب فاستحقوا المجد باسمه او منحوه اسماؤهم ..
ابناء الزعتر ابو احمد الزعتر وعائلات واسماء كنايتها الزعتر و الزعتر مخيم قائد وشهيد ومخيم تل ابو امل وهكذا ..
ثلاثة آلاف من الشهداء منهم من قاتل حتى اخر حبة عدس ولقمة وطلقة وجرعة ماء، علّه يجبر العالم ان يسمع او يرى او راهن على ان يتراجع الوحش أمام المشهد الانساني .
من قفز الى نجاة لفك الحصار بجسده او بأطفاله فحاصرته مجزرة متحولة في الشوارع .. للشهداء الذين بلا مقابر وبلا عناووين وبلا اسماء ، للجثث التي قتلت اكثر من مرة وبأكثر من وسيلة ابداعية تتقن فنون القتل البدائي . شروط هذا العالم المعقّد يصبح الدفاع عن البطولة لأنها قيمة تذكارية ورمزية : ذّكر إن نفعت الفكرة والعبرة والاهم المغزى .
مغزى ومعنى البطولة هي الدفاع عن القيم عن الوطن كإنسان وأرض وحق وحتى الشهادة . كما فعل ويفعل فتية فلسطين وهم يستعيدون اصل الصراع واليوم الاسرى الابطال في سجون الاحتلال وفي طليعتهم بلال كايد واحمد سعدات وعاهد ومروان البرغوثي وبلبول وغيرهم .
المغزى : ان التاريخ لايموت ولن يدفن أبداً مهما حاول اعداء التاريخ دفنه او حتى طمس معالمه او تشويه صورته وان الحقيقة لاتضيع او تطمس معالمها وانما تبعث دائماً لتعرفها الاجيال الجديدة والأمم والشعوب بتاريخها وبسالتها ..ومهما طمست وتم تجاهلها لكنها باقية ممتدة وعميقة وغنية بفعل قيمتها ودروسها.
المخيم منبع البطولة ككيان رمزي ، والهوية ككائن معنوي ومكون ثقافي ، ليس فقط ليذكرنا بشيء عزيز بحجم وطن فقدناه و كان يوماً موجوداً، يقربنا من شيء ابتعد وتصونه الذاكرة ليعود ...
وسأل هل انتهت ثقافة المجزرة ؟ الى متى سيسمح بتغذية ثقافة القتل ان تنتعش وتتفشى وتنتشر ، اللغة تكون اكثر قتلاً من الجريمة نفسها عندما تؤكد للضحية بان العدالة ليست بخير والفاشية هي وحش يتربص في النفوس طالما هناك من هو قادر بعد على الافلات من العقاب..
اما معتوه او مشبوه ! من يحرق بلد بالخديعة وعندما يبرر ذلك كأنه ينكئ الجراح وبهذا الفحش والبذاءة و في التباهي بالجريمة وتحويلها الى بطولة ..
تنتصر الفاشية عندما يصبح القتل شيء مليء بالمتعة والتباهي وهذا مدعاة للعار وليس للفخر، لغة عفى عنها الزمن ، كالقول : نحن في المعارك لا نمارس لعبة عد جثث القتلى ! فقط نمارس هواية التمثيل بها وجرها بالشوارع.
هذه لغة المجزرة ونذكر ذات يوم خاطب شارون القتلة في صبرا وشاتيلا بقوله :" إني أهنئكم، فقد قمتم بعمل جيد ورائع ". الخديعة الحاضرة في كل تجربة مرة عشناها.. من النكبة الام الى سائر احفادها. اخرجوا تسلموا ثم تكون الخديعة وهناك من يصدق الوعود فيتحول الى شريك بالنوايا الحسنة .. التي تفرش طريق جهنم .. في فترة الحصار سقط ربع العدد من الشهداء والباقي عند الانسحاب كانوا من مدنيين عزُل ومن كل الاعمار قتلوا غدراً وثمن موافقتهم على انهاء المعركة..
تل الزعتر جريمة لا تحتاج الى ادلة وقرائن و شهود ، ارتكبت على مدار ٥٢ يوماً بحق الانسانية والقتلة ليسوا الا حفنة من الفاشيست .. وجودهم ليس سوى نقيض لثقافة الحياة .
واضاف : ان حفظ الوجود الفلسطيني في لبنان هو صيانة لحقنا في فلسطين وارادتنا بالتمسك بحق العودة إليها لأن جريمة النكبة هي سبب الصراع، وأن حماية امن واستقرار المخيمات في ظل حقوق انسانية كريمة هو قوة وخير واستقرار للبنان ، المجازر التي حدثت لن تثنينا عن هدفنا الأساسي وهو حق العودة .
لكي لا تعاد لنقرأ التاريخ ولنمتلك جرأة النقد ، ان ابادة وازالة المخيم كان في حرب مشبوهة بأيدٍ مشبوهة ولأهداف مشبوهة ضد المصلحة الحقيقية للبنان وفلسطين والامة والانسانية ، وقدم المخيم على مذبح الخدمة الثمينة للعدو الصهيوني .
مراجعة التاريخ يهدف الى ازالة الشوائب وتطهير الذاكرة من قبحها في سبيل الحقيقة والعدالة الانسانية من اجل الذين دفعوا الثمن وكانوا ضحايا ووقود في حروب خاسرة كان كلفتها فظيعة جدا.
وشدد على وعي الماضي حتى لا ترتكب الخطئية ذاتها ومرة أخرى .. ولفت مرحباً بالتطورات الامنية الايجابية التي تريح الوضع وخاصة الخطوات التي تجري في مخيم عين الحلوة وان المسؤولية والحرص والتعاون بين الجميع .. لفككة الظواهر الخاطئة ووضع الجميع امام مجريات القانون لخلق بيئة صحيحة تحمي الوجود الفلسطيني والسلم الاهلي معاً..
وأكد : أن الوجود الفلسطيني في لبنان قسري ومؤقت مهما طال لأن حلم فلسطين وحق العودة اليها متجذر في قلوب الفلسطينيين وهم يرفضون بقوة كل الحلول المنقوصة والتي تسعى الى التوطين والتهجير ويتمسكون بهويتهم الوطنية وبحقوقهم التاريخية ويرفضون المساس بكرامتهم الانسانية محملاً المجتمع الدولي التقصير عن دعم مؤسسات اللاجئين واهمها الانروا والني سنرفض اي سياسة تنتقص من من خدماتها بأي شكل من الأشكال.
وختم ان ذكراك تصرخ فينا مردداً نشيد محمود درويش:
" ايها الجسد المضرج بالسفوح.. بالشموس المُقبلة...
وتقول : لا...
يا أحمد الزعتر يا احمد العربي : قاوم .
.
اقيم المهرجان في مخيم البداوي بحضور فصائل المقاومه واللجان الشعبيه والاحزاب الوطنيه اللبنانيه وحشد من جماهير البداوي والبارد ومن مخيمات بيروت . بدأ الاحتفال بالترحيب بالحضور ودقيقه صمت على ارواح الشهداء والقيت كلمه الحزب الشيوعي اللبناني القاها الرفيق فلاديمير يوسف تحدث حول مجزره الزعتر ودور القوى الانعزاليه بارتكابها. وارسلت الرفيقة ايفا يوسف حمد رسالة من السويد تحدثت عن تجربتها وعن زوجها الرفيق الشهيد يوسف حمد في المخيم وانها تعبر نفسها جزء منه.كلمه الاخ ايمن باسم رابطه اهالي تل الزعتر حيت الحضور واكدت على احياء ذكرى الزعتر .
واخيرا وصلات فنيه من الاغاني الوطنيه الملتزمه .
وفي الختام كرمت رابطه الزعتر عدد من الناشطين في الرابطه حيث قام الرفيق مروان عبد العال مع قيادات الفصائل بتقديم دروع تذكاريه للمكرمين .
تعليقات
إرسال تعليق