نقاتل لنعيد ترميم الصّور والسيّر والتاريخ
: نقاتل لنُعيد ترميم الصُّوَر والسِّير والتاريخ !
تحية لكم ، واردت في البدء القول، انها اللحظة الاكثر اعتزازا بالنسبة لي،فالمناسبة ميلاد كتاب والاحتفاء بحضوركم وعلى هذا المنبر بين الكبار هنا يبدو لي ان الأمر يستغرق سنوات كثيرة لكي تتعلم أن تكون شاباً..
وبالممازحة " فإن مجالسة الشباب على اقل تقدير يجعل المرء أكثر شيخوخة ! " .
التحدي اليوم ان نكون هنا ونحتفي بالكتاب في زمن قتل الكلمة واغتيال العقل واجهاض الثورة وتشويه الصورة وتبديل المبادئ وتجويف الانسان ، وتكفير التفكير وجز رأس الفكرة وليّ عنق الحقيقة . لذا فعل الأمر إقرأ كي ننتصر على ذاتنا وعلى الجاهلية والجهل والظلام والظلم والظلامية..
واللحظة الاكثر مسؤولية هي في فعل الأمر القتالي: أُكتُب ! لا يمكن للمرء تجنب الكتابة لمجرد أن هناك معتوهين يسيئون التأويل. كما قال "أمبرتو إيكو"..
انها اللحظة الاكثر جدية حين تحتوي ومضة الاستراجاع ووميض المراجعة، ودائماً تنتابنا اسئلة امام كل سيرة ذاتية، هل هي وجهٌ اخر للاقصاء الذاتي ؟ أو شكل من اشكال الانفلات من الزمن العاثر ؟ سيرة ذاتية قد تحتمل النقد ذاتي ! ما قيمة المراجعة / السيرة ان كانت بلا نقد ذاتي ؟ حتى لو كانت تحت رهاب " من فمك ادينك" ! هي مراجعة فردية، لكن ياليتها كانت جماعية...
صلاح صلاح... من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة.. هذا المزيج المتعدد في كيانات واصناف متداخلة لا تنفصم ، وان جاز لنا الفصل بين الصلاحين: صلاح وصلاح ، أولها: الذاكرة الفردية : ببعدها الانساني الفتى الخروبيّ الملامح، إبن الاثنا عشر ربيعاً، الذي حملته رياح الغربة من مسقط رأسه في قرية "غوير أبو شوشة" من ضفاف بحيرة طبريا، يوم كان يسرح بالماعز ويغفو معها في حضن الأرض. وليستفيق في زمن زحمة الخيام، يجول في أوحال مخيم عين الحلوة.
وثانيها: الذاكرة الجماعية : منذ أن نظّمٓهُ في الشباب القومي العروبي ابن مدينة صيدا "نزيه درويش "، ليصبح صلاح أول منظّم تحت الخيام، أول ناشط سياسي ومفرغ للعمل السياسي لحركة القوميين العرب. والمسؤول عن الفرع الفلسطيني في مخيمات صيدا وكي يكون هو الغطاء لشقة الاجتماعات السرية في مدينة صيدا، في عام1955 أكتشف للمرة الاولى ان يسكن بيتاً له سقف ونوافذ ولا يشبه الشادر الذي عاش فيه سابقاً...
الكتاب هذا نافذة واسعة على تاريخ فسيح في كتاب وحياة ونضال العزيز صلاح صلاح . فهو واحد من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وحين يؤرخ من مواقع المسؤولية في صفها الأول ، ومن زاوية النظر وعدسة الرؤيه المحدده والخاصة به ومن قلب الظروف والاحداث التي عاشها.
ومن منصة المراكز الأولى في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية متمرساً في عملها السياسي والنقابي والشعبي وحتى قضايا اللاجئين عموماً له ما لها وعليه ما عليها..
وثالثهما: الذاكرة الجمعية: ذاكرة وطن بمساحة الحلم، من الماء الى الماء ، منذ ان بكت شمس فلسطين ولا زالت ، بل توزّعت على أرصفة البلاد، ألوان الخيبة العامة والخاصة وامتدت بأحزانها إلى الشاطئ الآخر وتشردت دموع الحنين خلف البحار من جديد، هكذا انغمست الذات الخاصة بالحكاية الجماعية وصار الحدث الجمعي يستند الى عمق فردي.. تجربة حياة فردية وجماعية وجمعية ، لذلك تستحق القراءة والنقد والعبرة..
شكراً أنك غامرت وتجرأت وكتبت يا رفيق ابو ربيع.. وان اصبت او اخطأت فأننا على وعد ميلان كونديرا "... نقاتل حتى نبلغ المختبرات!!! حيث يسعنا أن نرمِّم الصُوّر، ونعيد كتابة السيّر والتاريخ“..
......................
وبعدها قدم للحديث في الكتاب كل من:
١-الاستاذ طلال سلمان مؤسس جريدة السفير اللبنانية اليومية. المرجع إلاعلامي الكبير والقامة الثقافية العربية العالية والشامخة قدرا ومكانة وتجربة .
٢- المحامي صلاح الدين الدبّاغ، قامة تاريخية وثقافية وقانونية العضو المؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ابن يافا ونابلس والقدس وبيروت .
٣- كلمة أخيرة لصاحب الدعوة وكاتب "من رحاب البحيرة الى ضفاف الثورة" الرفيق صلاح صلاح..
كلمة الرفيق مروان عبد العال في تقديم ندوة حول كتاب المناضل صلاح صلاح " من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة " اليونسكو / بيروت في 29-9-2016 .
تعليقات
إرسال تعليق