كلمة موجهة للمحتفين برواية إيفان الفلسطيني في حفل نادي الأدب العربي / تونس
نص كلمتي التي ألقيت بالنيابة في حفل نادي الادب العربي / تونس
الذي بدأ بالوقوف مع النشيد الوطني الفلسطيني وذلك للطلبة الذين اسهموا في قراءة وكتابة ونقاش نصوص حول رواية ايفان الفلسطيني .
أحييكم جميعاً في هذا الحفل الادبي الراقي
لقد غمرتني مبادرتكم الجميلة حقاً، وكم اسعدتني هذه اللفتة الرائعة، واعترف انها ألهبت في أوصالي الغيرة من بطل الرواية إيفان! الذي كتبته ،نعم و لكن ليس ليسبقني إليكم وقد اجتاز المسافات بسرعة ونال شرف الوصول الى منضدة ناديكم الثقافي وربما انتسب إلى قلوبكم وبعد أن علمت انه قد جاور تلامذة معهد المرسى الرياض وانضبط في مقاعد الدراسة معهم ويتنقل على مشرحة اليراعات الادبية المتفتحة في تربة تونس اليانعة والخصبة وبمبادرة عظيمة من المربي العزيز المنذر المرزوقي هذا المقاتل المبدع بسلاح القلم في زمن اليباب وحرق الكتاب وقطع رؤوس الاوطان والافكار والعقول والانسان ، طوبى للتحدي الانيق في قلوبكم ووهج المعرفة المتدفق في عيونكم الكفيل بإزاحة قسطٍ من الظلام العابر في سماء الامة ولنواصل طريق التقدم والنهوض والمعرفة والعلم لإنها رأسمالنا القيمي في معركة حرية الانسان والوطن وتحرير فلسطين .
الاعزاء والاحبة لن أطيل عليكم ..
إيفان هو الأسم الحركي لغربتنا هو آخر طبعة من نسخة اللجوء الفلسطيني ، بتداعياته الاغترابية والاستيلابية المعولمة ، ما دامت هناك محاولة لسحق شخصية الانسان عبر احتلال هويته بعد ان سرقت أرضه. الهزيمة ليست في وقوعها ونتيجة "الحرب" بل تقع الهزيمة بأحتلال عقولنا ، وان تسيطر داخلها ذهنية المهزوم وسيكولوجية العاجز التي تفتك في عقولنا وثنايا الشخصية. هنا تكمن المصيبة الأكبر. حينها نتحول الى مجرد رقم أو حجر شطرنج في معادلة الصراع و لعبة الامم ، بل نصبح الانسان "الشيء" الذي خسر كينونته وغدا من دون غاية أو حلم .
أيها الاعزاء وفي هذا اللقاء الدافئ أصافحكم جميعاً فبكم لم يعد "إيفان" غريباً ، لقد تجاوزه "عرب" وطغى عليه حنواً بحضوركم ، ثم في قلب النص والبطل والكاتب..
شكراً لمن كان السبب كي اكون حاضراً طيفاً وفكرك بينكم ..ودائما نحن على قيد عشق تونس ولذلك لا بد من لقاء..
اتمنى لكن النجاح المبهر في رسالتكم الرفيعة في حفلكم الادبي وامسية اندلسية حالمة وعشتم وعاشت تونس..
مروان عبد العال
بيروت/ لبنان..
تعليقات
إرسال تعليق