غسان كنفاني ..و مازال سؤاله يؤرق العالم

لصحيفة " آخر ساعة " المغربية ،عبد العال : غسان كنفاني كان عاشقاً حتى الموت ويومياته تعج بالحياة ..
 

اصدرت صحيفة "آخر ساعة "المغربية  ملحقاً خاصاً عن غسان كنفانب بعنوان : ( 45عاماً على رحيله مايزال حضوره الاقوى في الادب والسياسة).
تضمنت مقابلة مع الروائي والقيادي في الجبهة الشعبية الرفيق مروان عبد العال..

حوار:  الاعلامية فاطمة حوحو

1- سؤال : رغم غياب غسان كنفاني ما تزال قصصه حاضرة بقوة في الساحة الادبية وما يزال اسمه يتردد ككاتب فلسطيني اول، الى ماذا يعود هذا الشىء لابداعية غسان في الكتابة او لحضور القضية التي مثلها سياسياً؟

1-جواب : لأن غسان كنفاني كان نموذجاً للمثقف الثوري ، لا ينطبق عليه وصف الكاتب ونقطة او السياسي بالمعنى الضيق للسياسة، فكرته خالدة لأنها شاملة لا يؤسرها البعد الواحد ولا تعداد سنوات الغياب... وهو الذي آمن بزمن الاشتباك التاريخي الشامل ويصر انه على السياسي ان يكون مثقفاً والمثقف سياسياً . وظل يمتلك قوة الحضور وقد عاش زمن  قصيرالذي لم يتجاوز 36 سنة عند اغتياله ولكن فعله الابداعي لم  يفقد صلاحيته بعد لأنه واقع معاش، ولا حتى مدته الزمانية لانه ظل عابراً لحدود السياسة الضيقة. وهذا يعود لعدة اسباب: 
أولها:  القدرة الهائلة على الأضافة، غسان كنفاني قُتل بعبوة ناسفة لأنه أضاف للقضية ولم يصعد على ظهرها، لم ترفعه هي بل أخذها الى كل العالم ، المبدع الذي نسج زمنه الفردي على مقاس الزمن الجماعي. واقام  جسر الضرورة بين الادب والسياسة. فمنح الاثنين قوة سحرية لا تتضاهى... 
ثانياً : امتلال سلاح القوة الابداعية  في المعركة ، من خلال الإلتحام بين الرؤية الفنية لواقع معاناة الانسان الفلسطيني بتلازم بين الشرطين  التاريخي والانساني دون تغييب  رؤيته العميقة للصراع ، فأستطاع ان يكون رسولاً للقضية، ليس عن طريق الشعارات او الشتائم او التحريض والغرائز ، بل استخدام العقل  وعبر تحويل الادب ليكون علم جمال المقاومة. 
ثالثاً: الحضور الموضوعي لأن  الرواية مستمرة !  والتغريبة الفلسطينية تحولت بأزمات المنطقة الى تغريبة عربية.. الموت بالخزان خنقاً او غرقاً ، والمخيم اصبح حالة عالمية لذلك اتسع الوجع والسؤال المكثف والمستعاد : لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ والاسئلة هي الأسئلة.

2- سؤال : على الصعيد الانساني كيف نفهم غسان في حياته اليومية وفي رسائله الخاصة وفي علاقاته في العمل وصداقاته؟

2- جواب: غسان كنفاني العاشق حتى الموت، يومياته  تعج بكل اسباب الحياة  ولكنه عاشق يقاتل حتى الموت ، يكتب ويرسم ويحرر ويجتمع ويجادل الرفاق ويسهر ويحب وفي الليل يكتب القصص القصيرة وقصص الاطفال ويجلدها ويضعها على وسادة ابنة اخته لميس التي استشهدت معه، لتقرأها بعد حضورها من المدرسة. يتعرف على آني هوفر، ورأساً بصدمها بالسؤال تتزوجيني؟؟؟ وتزوجها.. ثم انجب فايز.. وكتب اجمل الكلمات عندما شاهده جنيناً يولد للمرة الاولى. ويجد وقت للسخرية  باسماء مستعارة، ورسائل العشق والشعر كأنسان يبحث عن انسانيته حتى اخر نبضة قلب. لماذا كل ذلك؟ هناك عبارة  تلخص كل شيء وقد صاغها في قصته الصغيرة في جنازتي تقول:اننى امش فى جنازتى رغم انفى... لا اعرف ان كان غسان كتبها لأنه مريض بالسكري ويعالج نفسه بنفسه؟! هل كان يسابق الزمن؟؟  وفي ذات القصةالتي بمثابة وصية مبكرة وانسانية عميقة  يقول  "انت لا تعرفين انك اضعت على فرصتى الاخيرة فى ان استعيد انسانيتى التى امتصها المرض حتى آخرها .. انت لا تعرفين كم حرمتنى من وسيلتى الوحيدة التى كنت اريد فيها ان اقنع نفسى باننى ما زلت استطيع ان اكون شجاعا .. و بدت لى حياتي صدفة فارغة لم يكن لها اى معنى .. و ان اخطاء العالم كلها تلتقى عندي.."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قلم أخضر

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

ميدوسا": خِزَانَة تَجْر الْبِلَاد اليوم الثامن