"سعدون وأنا والبحر والسفينة "

   "سعدون وأنا والبحر والسفينة " ...... " لا احد يسألني ان كان الشاطيء هو ايطاليا .. لسنا متأكدين لكننا هكذا كنا متأملين على الاقل ...صار الموج يرتفع والقارب يرتفع ايضا وينخفض بسرعة ، معظم من كان معي لا يعرفون البحر" ... "فاصابهم دوار البحر وارتموا ككتل لحمية هامدة داخل القارب وحقائبهم فوق اجسادهم ، كلهم كومة واحدة . فجأة اصطدم القارب بالآخر ..وعلا الصراخ ، لقد سقط الجميع  في الماء ". ......   "لا أعرف كم قضيت بين الموت والحياة والشاطيء، لكني استطيع ان اقول لكم ما رأيت في ذاك الموت. إنها الصورة الضبابية التي جاءت الى ذاكرتي في قاع الجرن البحري ، وصرت اشعر ان ذاكرتي تتلاشى في االاعماق ونفسي تذوب وهويتي تضيع.. فقاعات الماء تطاردني ةاليم الخضم يسحبني الى اعماقه ، وصارت قطع الغيم الابيض تكتسي كامل اللوحة وتصبغ الازرق بوشاح ابيض. صرت أحس نفسي كأني بقعة سوداء في عالم ابيض شفاف ، وأن شيئا يتسلل من ضوء العين ويضيء الفراغ ، فصارت ذاكرتي تهرب مني فأجري خلفها . نسيت من أكون في حضرة هذا العالم البحري الغريب . " 

     من رواية  " زهرة الطين"2006 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء